- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

شيراك “يتذكّر” ويقاضي بورجي

باريس
مخطئ من قال إن الرئيس الفرنسي السابق، جاك شيراك، لا يعرف طريق المحكمة، وأن ذاكرته تخونه ولا يستطيع المثول أمام القضاء في الدعوى المقامة ضده بتهمة الفساد. فقد أعلن مكتب شيراك أنه قرر رفع دعوى على المحامي اللبناني الأصل، روبير بورجي، الذي ذكر في مقابلة صحافية أنه «أمضى سنوات يحمل حقائب مليئة بالأموال النقدية المرسلة من زعماء دول أفريقية».

هل يتذكر شيراك أم لا؟

هل يتذكر شيراك أم لا؟

ومعروف عن بورجي أنه «رجل أفريقيا» في دهاليز الدوائر الرسمية الفرنسية بسبب علاقاته مع عدد من الزعماء منذ سنوات عديدة. وقد كرر بورجي توجيه أصابع الاتهام، التي شملت رئيس الوزراء الأسبق، دومينيك دوفيلبان، ومستشار شيراك للشؤون الأفريقية، جاك فوكار. وقال إنه «يذكر بدقة أول مرة سلم حقيبة فيها عشرة ملايين فرنك بحضور دوفيلبان». وأكد أن هذه الأموال «أرسلها عام ١٩٩٥ الجنرال موبوتو» حاكم الكونغو. ولكن المحامي قال إنه لا يستطيع ذكر القيمة الإجمالية لما وصل ليد شيراك خلال ثلاثين عاماً، إلا أنه أضاف بأن «كل شحنة لم تكن تقل عن خمسة ملايين فرنك». واستدرك بأن «المبالغ تزيد في الفترات الانتخابية».

وقد رد شيراك برفع دعوى على بورجي في تناقض مفضوح بين «ادعائه عدم القدرة على تذكر ما حصل له قبل عشر سنوات»، وبين رغبته بجر البورجي إلى المحكمة لأمور تعود إلى أكثر من ثلاثين عاماً.

بدوره، اكتفى دوفيلبان بالإشارة إلى «أن بورجي يصرح مدفوعاً من الإليزيه»، مشيراً إلى أن الأمر متعلق بدعوى «كليرستريم» والمقرر أن يصدر الحكم فيها هذا الاسبوع (١٤ أيلول/سبتمبر)، علماً بأن الحكم البدائي قد برأ رئيس وزراء الأسبق، إلا أن وزارة العدل استأنفت القرار.

ويبدو أن هذا الملف الجديد يأتي قبل أشهر قليلة من الانتخابات الرئاسية «ليسمم الأجواء السياسية»، وخصوصاً أن دوفيلبان قد أعلن مراراً رغبته بالترشح، رغم أن استطلاعات الرأي لا تعطيه أكثر من ٣ في المئة، إلا أن مؤيدي ساركوزي يرون أن هذه النسبة سوف تقصم انطلاقة ساركوزي المتعثرة في الدورة الأولى.

وبات عدد متزايد من أقطاب الحزب الحاكم «تجمع الأكثرية الشعبية» يرى بعين غير راضية صراع «الديوك» بين ساركوزي ودوفيلبان، والذي يمكن أن يعيد الاشتراكيين الى الحكم، رغم ضعفهم الحالي.