لم تكن جماعة الإخوان المسلمين تتوقع أن يأتي رمضان هذا العام وهي تواجه إحدى أشد الأزمات منذ نشأتها عام 1928؛ إثر عزل محمد مرسي الرئيس المنتخب المنتمي لصفوفها قبل أيام من حلول شهر الصوم.
وألقت تلك الأزمة بظلالها على نشاط الجماعة الخيري، والذي تقوده “لجنة البر” في الجماعة وتنشط بشكل كبير خلال شهر رمضان، وتقدم مساعدات مالية وعينية بجانب توزيع شنطة رمضان، وهي حقيبة تضم عددا من السلع الاستهلاكية الرئيسية، على الفقراء في المدن والقرى.
وحول مدى تأثير تلك الأزمة على النشاط الخيري للجماعة، يقول عزب مصطفى القيادي بالجماعة إن هذا النشاط “هو من صميم الدعوة ولا يرتبط بغيره ولم يتوقف رغم تأثره بالمشهد السياسي الراهن”.
ويضيف في تصريح لمراسل الأناضول: “رغم تأثر عملنا الخيري في رمضان وارتباكه بسبب الظرف السياسي، إلا أنه لم يتوقف ولن يتوقف”.
واعتبر أن “التواجد في الميادين خلال هذه المرحلة هو من أفضل أعمال الخير الذي تقدمه جماعة الإخوان المسلمين للشعب المصري لحماية مستقبله”.
ويتابع مصطفى أن “الأمة المصرية إما أن تكون أولا تكون فإما أن نرجع لعهود الظلام وسلب الحرية كما كان في عهد النظام السابق (الرئيس السابق حسني مبارك) وإما أن نحافظ على الحرية التي عشناه خلال العام الأول من فترة الرئيس محمد مرسي، والإخوان يقدمون الآن أرواحهم قبل أموالهم في سبيل هذا الهدف”.
ويشير إلى أن هناك “أعداد لا تزال تعمل في مجال البر والعمل الخيري رغم قلتها.. عدد الإخوان غير قليل وهناك مجموعات تقوم بأعمال أخرى غير التواجد في الميدان.. وأعمال البر لدينا في الأصل عمل خفاء لا نقصد فيه غير وجه الله تعالى”.
في السياق نفسه، يقول عمرو السيد، مسؤول إحدى شعب جماعة الإخوان المسلمين (والشعبة هي الوحدة الرئيسية المكونة للجماعة): “الأمر يختلف من شعبة أو منطقة إلى أخرى، فالشعبة التي عجلت في استعدادها لدورها الخيري في رمضان استطاعت أن تقوم به رغم الأحداث، بخلاف غيرها”.
ويتابع: “نحن في شعبتنا بفضل الله لم يختلف أداءنا عن أي رمضان سابق، فشنط رمضان كانت جاهزة وتم توزيعها رغم الأحداث الأخيرة”.
فيما يقول إبراهيم أبو عوف أمين حزب الحرية والعدالة بمحافظة الدقهلية (بدلتا النيل/ شمال) إن “لجان البر بجماعة الإخوان المسلمين موجودة في جميع القرى والمدن، وهي تحاول أن يستمر عملها تحت أي ظرف، لكن بالتأكيد تتأثر بمثل هذه الظروف”.
ويضيف في حديث لمراسل الأناضول أن “السواد الاعظم من شباب الإخوان في ميادين مصر، وهم معتصمون، إلا أن ذلك لم يمنع بعض المناطق من أداء عملها الخيري”.
ويرى أبو عوف أن “البعض يحاول أن يصرف الشعب المصري عن قضيته الرئيسية المتعلقة بمستقبله بالحديث عن قضايا فرعية كتأثر أداء الجماعة في العمل الخيري.. هناك من اغتصب السلطة وانقلب على الديمقراطية ومواجهته هي الأولوية التي لابد للشعب أن ينتبه لها”.
ورغم تشديده على أن الجماعة لن تترك الميادين حتى عودة “الشرعية”، إلا أنه يقول إن “التأثير على أدوار الجماعة الأخرى لن يستمر فالجماعة كانت قادرة على ترتيب صفوفها والاستمرار في نشاطاتها المختلفة برغم كل المحن التي مرت بها في تاريخها”.