باريس – بسّام الطيارة
الديبلوماسية الفرنسية تتردد في التعاطي مع الأزمة المصرية وفي حقبة «ما بعد مرسي»، وهي تعيش أجواء تحاكي الأجواء التي رافقت انطلاقة الربيع العربي. يعترف مصدر ديبلوماسي بأن الرئيس المخلوع محمد مرسي يملك «شرعية صناديق الاقتراع» بينما الحكم الجديد يملك «شرعية شعبية تحصى بالملايين». وبين هذا وذاك تحاول باريس «كسب الوقت» لتنجلي الأوضاع بشكل يمكن البناء عليها.
هذا السباق مع الوقت هو الذي يقف وراء الدفع باتجاه «فترة انتقالية قصيرة جداً» وهو ما كان فحوى اتصال بين لوران فابيوس وزير الخارجية ومحمد البرادعي نائب المؤقت للرئيس الجديد المؤقت عدلي منصور والمكلف بالعلاقات الخارجية. وهذا أيضاً سبب الانزعاج البارز من الإعلان الدستوري الصادر عن منصور الذي «يطيل الفترة الانتقالية» بتحديد تاريخ الانتخابات النيابية قبل الانتخابات الرئاسية، ما يبقي «شرعية الصناديق» في جعبة الإخوان لفترة طويلة يمكن أن تكون حبلى بالمفاجآت، وتطول معهاا فترة الإحراج أمام واقع «انقلاب لا يقول اسمه».
باريس مثلها مثل العواصم الأوروبية الأخرى تنظر بنوع من الريبة إلى الجيش المصري عندما يكون ممسكاً بالسلطة» وتستذكر «ما فعله المجلس العسكري» إبان المرحلة الانتقالية السابقة (مجزرة الأقباط وقمع متظاهري ميدان التحرير)، وجاءت واقعة نادي الحرس الجمهورية لتزيد من ريبتها. لذا فهي تدفع نحو «تقصير المرحلة الانتقالية» ونقل السلطة إلى المدنيين. وتسعى العواصم الأوروبية للدفع بهذا الاتجاه وهي تحمل عصا المساعدات المالية وقد علقت في طرفها جزرة وزنها ٥٠٠ مليون يورو. وحتى الآن لم يتخذ أي قرار بشأن وقف المساعدات أو تعليقها، إلا أن الأمور لا يمكن أن تدوم طويلاً من هنا ترى المصادر الفرنسية ضرورة الإسراع في العودة إلى اللعبة الديموقراطية ومن الأفض أن تشمل الإخوان قبل أن تضطر تحت ضغط رأيها العام إلى وقف المساعدات لمصر وللجيش المصري.