نقطة على السطر
بسّام الطيارة
السياسي الليبرالي محمد البرادعي أحد قادة جبهة الانقاذ الوطني أدى اليمين نائبا لرئيس الجمهورية بعد ظهر الأحد في ١٤ تموز/يوليو أمام الرئيس المؤقت عدلي منصور في مقر رئاسة الجمهورية بمصر الجديدة.
خبر جاء على شريط الوكالات و«كأنه في سياق طبيعي».
لنضع جانباً تأييد أم عدم تأييد الإخوان وسياسة محمد مرسي الخرقاء، لا نستطيع أن نضع جانباً أن مرسي وصل عبر صناديق الاقتراع.
لنضع جانباً انقلاب أم لا انقلاب، لا نستطيع أن ننكر أن منصور والبرادعي وصلاً هنا بعد تحرك قطاعات الجيش وبقوة السلاح تم خلع مرسي، وهو ما يسميه وزير الدفاع والقائد الأعلى للقوات المسلحة المصرية الفريق الأول عبد الفتاح السيسي، «الاقتراب من السياسة».
«نكتة مصرية تدور على مواقع أنترنيت تقول «علبة فول صلاحيتها ٤ سنوات، تفتحها تجد أنها معفنة: ماذا تفعل؟ لا تأكلها لأن صلاحيتها ما زالت فاعلة بل تركميها وتتخلص منها». حسناً.
جاء الجيش ورمى علبة الفول-مرسي وتخلص منه.
ولكن لماذا هذه «التمثيلية» في القصر الجمهوري؟ ألا يجد البرادعي (وهو الذي عاش في الغرب في نعيم الديموقراطيات) مخجلاً أن يقسم اليمين الدستورية أمام رئيس مؤقت عينه قائد الجيش؟
عندما نرمي علبة الفول نسارع للحصول على علبة أخرى.
لماذا لا نوقف هذه الكوميديا التي تضع في السجن من وصل عبر صندوق الاقتراع وتفتح أبواب القصر الجمهوري لمن أشار له قائد الجيش باستلام المنصب؟
لنسرع بإجراء انتخبات مفتوحة للجميع. لمذا تغيير دستوري؟ إذا كان ذلك لأن مرسي أجرى تعديلات على الدستور السابق فلنعد إلى الدستور الذي أوصل مرسي إلى الكرسي. ولنعيد الانتخابات الرئاسية قبل الانتخابات النيابية.
الأهم أن نوقف الاعتقالات لرجالات الإخوان (ليس دفاعاً عن الإخوان) ولكن لإنقاذ ماء وجه الانقلاب الذي يصر الجميع على أنه ليس انقلاب.
لنسرع لنعيد الجيش إلى ثكناته، فالسيسي ليس عبد الناصر ومرسي ليس الملك فاروق.