وجه حزب العمال الكردستاني ما وصفه بتحذير أخير للحكومة التركية لاتخاذ خطوات ملموسة من أجل دفع عملية السلام الهادفة لإنهاء الصراع المستمر منذ ما يقرب من ثلاثين عاما.
وقال الحزب في بيان نقلته وكالة الأنباء الكردية (فرات) إنه “يوجه التحذير الأخير إلى حكومة حزب العدالة والتنمية من أن عملية السلام لن تتقدم بعد الآن وستتحمل المسؤولية إذا لم تتخذ إجراءات ملموسة في أسرع وقت ممكن في المجالات التي حددها شعبنا والرأي العام”.
واعتبر البيان أن الحكومة التركية تقوم بأعمال “لنسف” عملية السلام، ووجه انتقادات لقرار السلطات بناء ثكنات جديدة وإبقاء مليشيات كردية تابعة للجيش. ولم يعلن المسلحون الأكراد في بيانهم رد فعلهم في حال عدم استجابة السلطات التركية لطلبهم.
وشدد الحزب الكردي في بيانه على أنه ينتظر من الحكومة أن تعطي إذنا لوفد مستقل من الأطباء بالتوجه لزيارة زعيمه عبدالله أوجلان الذي يعاني من مشاكل في النظر في سجنه بجزيرة إيمرالي، إضافة إلى إقرار الحق بزيارات منتظمة إليه، معتبرا أن ذلك “ضروري في إطار عملية السلام”.
وتجري السلطات التركية منذ نهاية السنة الماضية محادثات سلام مع أوجلان، في محاولة لإنهاء النزاع الكردي الذي أوقع أكثر من أربعين ألف قتيل منذ 1984.
وبناء على تلك المحادثات أعلن المسلحون الأكراد وقفا لإطلاق النار في مارس/آذار الماضي وبدؤوا في مايو/أيار الانسحاب من الأراضي التركية، وهم يطالبون في المقابل بإصلاحات تشمل خطوات لتعزيز حقوق الأقلية الكردية، منها التخلي عن قانون “مكافحة الإرهاب” الذي سجن بموجبه الآلاف لصلتهم بحزب العمال الكردستاني، والتعليم باللغة الكردية في المدارس.
وطالب سياسيون أكراد حزب العدالة والتنمية الحاكم بالتحرك سريعا لبدء تلك الإصلاحات، لكن أنقرة قالت إن عملية انسحاب المسلحين الأكراد إلى شمال العراق التي بدأت في مايو/أيار تسير ببطء شديد.