- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

حزب الله والنظام السوري في مرمى “خريف السلاح… ربيع الاستقلال”

بيروت ــ «أخبار بووم»
مشهدان متناقضان رسمتهما قوى ٨ و١٤ أذار في لبنان، لمهرجان طرابس الذي نظمه تيار المستقبل أمس في عاصمة الفيحاء تحت شعار “خريف السلاح … ربيع الاستقلال”، وبغياب زعيم التيار سعد الحريري.
في الشكل، حرصت قوى ٨ أذار على التقليل من حجم المشاركين في المهرجان، وانشغلت بقراءة غياب المشاركة الطرابلسية القوية على عكس الحضور الفاعل لقرى عكار، لتخلص إلى أن رئيس الوزراء اللبناني، نجيب ميقاتي، نجح في اقناع أبناء مدينته بـ”النأي بأنفسهم” عن الاحتفال، تماشياً مع مبدأ “النأي بالنفس” الذي باتت الدولة اللبنانية تلجأ إليه في المحافل الدولية والعربية كلما كان عليها اتخاذ قرار مرتبط بسوريا.
كذلك فتح غياب سعد الحريري المجال أمام سيل من الاتهامات الموجهة له بأنه لا زال حتى اللحظة عاجزاً عن مواجهة خصومه وجهاً لوجهاً، مفضلاً استمرار التواصل مع انصاره من خلال شاشة حاسوبه وحسابه على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، تاركاً لرئيس كتلة المستقبل النيابية، فؤاد السنيورة، أن ينوب عنه في المهرجان الذي كان ممكناً ان يشكل فرصة مؤاتية تتيح للحريري العودة إلى الساحة اللبنانية.
أما في المضمون، فكانت الكلمات التي ألقيت في المناسبة، من وجهة قوى ٨ أذار، دليلاً اضافياً على استمرار الرهانات الخاطئة وخصوصاً في ملفي المحكمة الدولية وسقوط النظام السوري وتداعياته على الساحة اللبنانية. أما الهجوم على سلاح المقاومة ممثلةً يـ”حزب الله”، فبات في نظر قوى ٨ أذار مادة لا يمكن الاستغتاء عنها في أي مهرجان خطابي للمستقبل او ١٤ اذار، والا فإن القدرة على استثارة العواطف والحشد ستقل كثيراً.
على المقلب الآخر، حرصت قوى ١٤ أذار وبشكل رئيسي تيار المستقبل، راعي الحفل ومنظمه، على أن يوجه رسائل واضحة عن الوضع اللبناني والسوري، وعلى التأكيد أن الاحتفال كان ناجحاً بكل المقاييس. فلم يكن غريباً ان تترد عبارات من قبيل مئات ألاف المشاركين، بينما الصورة المنقولة كانت تشير بوضوح إلى أن الرقم في أحسن الأحوال لم يتخط بضع عشرات الآلاف.
إلاّ أنه، بعيداً عن بازار الأرقام ونوعية الحضور، التي اعتاد اللبنانيون على الدخول فيها مع كل تجمع، فإن المهرجان من وجهة نظر ١٤ أذار قد أدى الغاية المطلوبة منه، والرسائل لا بد أنها وصلت، وبشكل خاص عبر السنيورة. ففي حين فوت الحريري الحضور في هذه المناسبة، فإن السنيورة حرص على استغلال كل لحظة فيها بدءاً من لحظة وصوله إلى الاحتفال وحتى موعد القاء كلمته نيبايةً عن الحريري.
البداية كانت مع الهجوم على سلاح حزب الله، مشدداً على أن “لا سلاح يعلو على سلطة الدولة. واستلهاماً من شعارات “الربيع العربي”، اكد السنيورة أن “اليوم قد تغيّر الزمن وانتقل من زمن الحاكم يريد الى زمن الشعب يريد، وهو يريد ان يعرف الحقيقة كل الحقيقة، ويريد ان يحاكم القتلة والعدالة لشهدائنا”، مؤكداً على ضرورة تمويل المحكمة الدولية.
ولم ينس السنيورة أن يخاطب ابن طرابلس، ميقاتي، قائلاً “ألستم مع ما يريد شعب طرابلس وأبناء الشمال؟ ألستم مع الثوابت الوطنية والاسلامية؟ نفذوا ما يريد هذا الشعب الأبي. المحكمة الدولية والتعاون معها والتمويل لها ليس منَّة من أحد، إنه حق وواجب لأن الشعب يريد المحكمة، أراد البعض أم لم يرد”.
أما الموقف الأبرز فكان سورياً بامتياز، فكان الحديث عن خريف الأنظمة الديكتاتورية، والتشديد على أهمية نصرة الشعب السوري بوصفه “فرصة لإطلاق صوت لبنان المدويّ ضدّ كل أشكال القمع والإستبداد”.
مواقف السنيورة هذه لاقاه فيها خطباء المهرجان الذين غاب عنهم أي ممثل للقوات اللبنانية. فوصف النائب بطرس حرب الحكومة بأنها “حكومة السلاح والصدفة ورحيلها يزيل كابوساً من لبنان”، وتوجه النائب مروان حمادة إلى الرؤساء قائلا “لا تُدخلوا لبنان في السجن الكبير في الوقت الذي تخرج الدول العربية منه”. وشدّد النائب سمير الجسر على ان “التمويل مسؤولية من خاض التأليف بعنوان الاستقرار، ولا تنفع الاستقالة”. أما النائب محمد كبارة فأكد أن “لا مقاومة في لبنان بل ممانعة مجرمة هدفها قتل الأحرار”، لتكون محصلة المهرجان هجوم تركز على “حزب الله” بوصف القوة المسلحة الأبرز، والداعم الأول للنظام السوري، والمعرقل الرئيسي لملف تمويل المحكمة، والمتحكم الأول بالحكومة التي برر البعض عدم السعي لاسقاطها بأن “الضرب في الميت حرام”.