عند نداء أذان المغرب، ستتكرر اللوحة شبه اليومية في بيت أبو خالد صبحي كباقي بيوت سكان قطاع غزة، حيث سيتناول وعائلته طعام الإفطار بوجود ما يصفونه بضيفهم ثقيل الظل “الشمعة”.
وأمام لوحة قسوة الحياة تلك، قررت العائلة مسبقًا تناول إفطارها في شهر رمضان على شاطئ البحر وأمام أمواجه في معظم الأيام التي ستغادرهم فيها الكهرباء.
وبدأت الوالدة أم خالد وابنتيها في إعداد السفرة الرمضانية وهن يراقبن غياب قرص شمس الأصيل في أعماق البحر بسعادة؛ فلن يكون هنا حذرٌ مبالغ فيه بسبب ظلمة تعم المكان كما في بيتهم ولن تنتشر على جبينهم حبات العرق التي تفسد عليهم إفطارهم بسبب غياب التيار الكهربائي.
ويقول رب الأسرة محمود الغفري (45 عاما) لمراسلة “الأناضول”: “أتينا لتناول الإفطار هنا هربًا من انقطاع الكهرباء وارتفاع درجات الحرارة فوضع التيار سيئ جدًا الآن”.
ويتابع أبو خالد وهو موظف حكومي: “بسبب شح الوقود وعدم توفره لدينا لم نتمكن من تشغيل المولد الكهربائي”.
وبدا شاطئ المدينة المحاصرة الذي يعد المتنفس الوحيد لها مكتظًا بقاصديه الصائمين على غير العادة في مثل هذا الوقت من السنة، حيث أوجدت الأوضاع التي يحياها القطاع من اشتداد للحصار الإسرائيلي، وهدم لأنفاق التهريب الممتدة على طول الحدود الفلسطينية المصرية تلك العادة الجديدة.
ويستمر وجود العائلات الغزّية على شاطئ البحر لساعات متأخرة من الليل.
وفرضت إسرائيل حصارًا على قطاع غزة أوائل 2006؛ إثر فوز حركة المقاومة الإسلامية “حماس” في الانتخابات البرلمانية، ثم شددته عقب سيطرة الحركة على قطاع غزة عسكرياً في يونيو/ حزيران 2007.
ويعاني قطاع غزة من أزمة في الوقود بسبب هدم معظم أنفاق التهريب التي كانت المورد الوحيد للوقود المصري مما أدى إلى اشتداد أزمة الكهرباء.