- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

“شهرياد” ترفد بيروت شعراً وموسيقى

الفنانة نسرين الاشقر

نسرين الاشقر

بيروت ــ معمر عطوي

رغم معمعة الحروب الطائفية والأزمات الاقتصادية والانفلات الأمني المخيف، خرجت «شهرياد» مجموعة ثقافية جديدة الى النور، لترفد بيروت بشحنة من الإبداع الذي كان قد بدأ يبهت بفعل شحنات التفجير والمشهد السوداوي المخيم على عاصمة قبلت دائماً تحدي المستحيل.

«شهرياد» مجموعة جديدة ترفض التأطير ولا تماليء نظاماً سياسياً أو تعمل على صناعة مافيا ثقافية تراكم وساخة المشهد السائد، بل هي مساحة رحبة لقول الكلمة الجميلة وتذوق المقطوعة الموسيقية التي تنتشل السامع من محيطه المتأزم الى عالم أكثر جمالاً.

هي مجموعة من الشعراء والأدباء والفنانين الذين أرادوا أن يجتمعوا اسبوعياً في مقهى «عرمرم» في الحمراء، شارع المكحول المتفرع من شارع عبد العزيز، لمطارحة الكأس والقصيدة والمقطوعة واللوحة؛ هنا يمكن المرء تذوق  الشعر والتماهي مع الموسيقى، والتمتع بمشاهدة لوحات من الفن التشكيلي، لفنانين قبلوا المساهمة في نشاط كهذا من دون مقابل، فقط لصناعة مشهدية تحتضن عناصر فنية عديدة ترفد المدينة الثكلى بجراحات الماضي بمساحة جمالية جديدة، فيصبح احتساء الشراب في حضرة الشعر أكثر لذة.لوحة الرسامة تانيا سمعان

النشاط بدأ منذ ثلاثة أسابيع بأمسية شاركت فيها نجمة المسرح اللبنانية المتألقة نسرين الأشقر، والشاعر مهدي منصور، بتلاوة قصائد على الحاضرين على أنغام العود الذي انيطت مهمته بمدير المعهد الوطني للموسيقى في عاليه (جبل لبنان) تميم هلال، بينما تولت الرسم تانيا سمعان.

في الأمسية الثانية، كان نجم الالقاء الشاعر فادي ناصر الدين والشاعرة ندى بوحيدر طربيه، اما العزف فتولاه الفنان طارق بشاشة على آلة «كلارينيت» وهلال على العود.

ومساء اليوم (الثلاثاء 23 تموز 2013) يستقبل «عرمرم» جولة جديدة من مقارعة الإبداع، حيث يستضيف لقراءة شعر ونصوص: الكاتبة عائشة عجينة والشاعر محمد ناصر الدين، في حين سيعزف بشاشة على «الكلارينت» وهلال على العود، وتتولى الفنانة نسرين الأشقر برباري، الرسم.

ولا بد من التنويه الى جهود الفنان والممثل السوري أحمد الشيخ في تقديم المشاركين في هذه الأنشطة، باسلوبه الممتع.

يشرح الشاعر الناشط في المجموعة رامي كنعان لـ «برس نت» كيفية الاتفاق على هذا الإسم، قائلاً إنه بعد نقاشات ومداولات تم الاتفاق على تسمية الملتقى باسم «شهرزاد» بطلة قصص الف ليلة وليلة، لكن تبين وجود مجموعة أخرى تحمل نفس الإسم نفسه فتم إخراج اسم جديد ولوغو جديد لصفحة المجموعة باسم «شهرياد» وهو عبارة عن دمج اسم الملك شهريار الذي كان يقتل كل ليلة امراة وزوجته شهرزاد التي قامت بانقاذ بنات جنسها عبر سرد قصص استمرت الف ليلة وليلة.
 ويقول الشاعر الناشط مكرم غصوب، لـ «برس نت» إن المجموعة انبثقت بعد مبادرة كلية اللغة العربية وآدابها في جامعة بون الألمانية للبحث عن شعراء شباب في لبنان وترجمة بعض قصائدهم الى اللغة الألمانية.
ويضيف غصوب أن الشاعر نعيم تلحوق، كان له الفضل في جمع الشباب تحت عنوان واحد هو الفنون التي تشمل الشعر والرسم والموسيقى، مشيراً الى ان نشاطات المجموعة قد تستمر وتشمل عرض أفلام والقيام برحلات استكشافية لمناطق في لبنان، وغيرها من نشاطات تصب في مصلحة تعميم الكلمة الجميلة والفن الرائد على شريحة واسعة من البشر.
أما الشاعر تلحوق الذي شجّع الشباب على خوض هذه التجربة فقال على صفحة المجموعة في فيسبوك: «تمضى شهرزاد في حكاياتها التي لا تنتهي، لتؤجّل موتها. وها هي تعود بعد ألف ليلة وليلة لتتابع رواية ما تبقّى من الحكايا، لكن هذه المرة ليس عبر شهريار، وإنما عبر مجموعة من الشباب امتلكت وعدها وراحت تصارع قدرها بلغة الحياة.
أضمن لكم أن خيانة جديدة يفتعلها الشباب الجديد ليقصَّ علينا، كلٌ عبر إصداره، حكاية الخروج من الخوف إلى عراء الأغنيات، فاجتمع الإثنان معاً شهريار وشهرزاد ليقولا ما خفي من أحلامهما في مقهى رأس بيروت، شعراً وأغنية ولوناً… هنيئاً لـ « شهرزاد» حكاياتها المؤجلة قبل الصباح».