- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

“حرب الجدران” بين السيسي والإخوان

Egypte“عسكر كاذبون ” .. بهاتين الكلمتين عبر الشاب المصري خالد حمدي على أحد الحوائط القريبة من السفارة البريطانية وسط القاهرة عن موقفه من الخطوة التي اتخذها الفريق أول عبد الفتاح السيسي بعزل الرئيس محمد مرسي، غير أنه فوجئ في اليوم التالي بأن كلمة “عسكر” تم محوها واستبدلت بكلمة “إخوان”.

وأصبح ما كتبه حمدي (مدرس) مؤيد لمرسي، على الحائط القريب من ميدان التحرير، حيث يحتشد من وقت لآخر معارضو الرئيس السابق، محلا للتنازع بين مؤيدي الرئيس السابق ومعارضيه، حيث امتلأ الحائط بعبارات تم محوها بالشطب عليها تارة أو أو بوضع علامة ” إكس ” تارة أخرى عليها، لاستبدالها بعبارات أخرى، في مشهد يجسد حالة الانقسام الحاد التي يعاني منها المجتمع المصري.

ويتعجب حمدي من تشويه تعليقه، مضيفا في تصريحات لمراسل الأناضول: ” ألهذا الحد لم نعد قادرين على تحمل وجهة النظر الأخرى؟”.

وتابع: “القنوات التلفزيونية تمجد في الفريق السيسي ليل نهار، ولا يوجد أي مجال نعبر فيه عن رأينا سوى الحائط، وحتى هذا لا يسمحون لنا به”.

ويعتبر مؤيدو الرئيس المعزول أن خطوة إغلاق قنوات دينية بالإضافة لقناة “مصر 25 ” التابعة لجماعة الإخوان المسلمين في يوم 3 يوليو/ تموز الجاري بالتزامن مع بيان عزل الرئيس مرسي، وكذلك تجاهل اعتصامهم في وسائل الاعلام المصرية، هو شكل من “أشكال الفاشية”.

وفي المقابل، لا يعتبر محمد مؤنس، وهو واحد من مؤيدي وزير الدفاع المصري، قيامهم بحذف العبارات المسيئة له والمؤسسة العسكرية، نوعا من الفاشية وإقصاء الآخر.

وقال مؤنس (طالب) لمراسل الأناضول: “هم فعلوا ذلك قبلنا، فإذا كنا فاشيون، فهم فاشيون أيضا”.

وأضاف: “أنا شخصيا فُعل معي ذلك، كتبت عبارة مؤيدة للسيسي، ووجدتها في الصباح مشوهه لتصبح تأييدا للإخوان”.

وكتب مؤنس على الحائط “الشعب يريد إسقاط حكم المرشد”، في إشارة إلى محمد بديع مرشد جماعة الإخوان المسلمين، والذي يرى معارضو الرئيس السابق أنه كان يدير دفة الأمور في مصر، وليس مرسي، ليجد في اليوم التالي كلمة ” المرشد “، وقد استبدلت بكلمة ” العسكر “.

والجدال بالرسم والكلمات كان حاضرا بقوة على أحد حوائط معهد علمي تابع لمركز البحوث الزراعية بحي الدقي قرب وسط القاهرة .

وتضمن الحائط جدالا بين أكثر من شخص من مؤيدي ومعارضي الرئيس السابق، حيث كتب أحدهم ” سيسي قاتل “، فمحي الآخر كلمة سيسي واستبدلها بـ “مرسي”، وكتب ثاني عبارة ” مرسي رئيسي “، فاستبدلت بـ ” سيسي رئيسي ” .

وتعاني مصر من حالة انقسام حادة منذ ما يقرب من عام بلغت ذروتها بعد عزل الجيش للرئيس مرسي في الثالث من الشهر الجاري.