- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

مهزلة المفاوضات تحت رعاية «الوسيط الشريف» مارتن أنديك !

Bassam 2013نقطة على السطر

بسّام الطيارة

يضج الإعلام الغربي والإعلام «المستلهم من الغرب الأخبار الطيبة» بمسألة عودة المفاوضات بين الإسرائيليين والفلسطينيين.

إذا وضعنا جانباً كون «الظروف الوضوعية» تدل على أن المفاوضات تجري بين الحمل والذئب، وأنه فيما يتفاوض الوفدان فإن الجيش الإسرائيلي ما زال قابعاً بآلته العسكرية على صدر الشعب الفلسطيني، وأن الوفد الإسرائيلي يستطيع أن يمنع الوفد الفلسطيني من العودة إلى الضفة أو أن يوقفه أي جاجز جنود لساعات تجت الشمس الحارقة. وإذا تجاوزنا الشروط القاسية التي فرضت على الفلسطينيين قبل الذهاب إلى واشنطن مثل الامتناع عن أي شكوى ضد إسرائيل أمام المنظمات الدولية لمدة ٩ أشهر (لماذا تسعة أشهر !!).
إذا تجاوزنا كل هذا وتعلقنا بأهداب الأمل وقررنا إعطاء باراك حسين أوباما فرصة للنجاح لا نستطيع إلا أن نلاحظ ( رغم كل حسن النيات) على أن الراعي الأميركي منحاز بشكل سافر للفريق الإسرائيلي ويهزأ من الفريق الفلسطيني بمجرد اختيار «مارتن إنديك» ممثلاً رئيسياً له لمتابعة المفاوضات.
من هو أنديك؟
استرالي الجنسي «تطوع على عجل» في الجيش الاسرائيلي وخاض حرب «الدفاع عن وجود إسرائيل عام ١٩٧٣». في عام ١٩٨٥ أنشأ «مؤسسة واشنطن لسياسة الشرق الأدنى» (Washington Institute for Near East Policy) التي اعتبرت من أشرس اللوبيات العاملة لمصلحة الدولة العبرية في العاصمة الأميركية. أراد كلينتون أن يضمه لفريقه فسارعت مصلحة الهجرة بإعطاءه الجنسية الأميركية ليصبح مستشار كلينتون لشؤون الشرق الأوسط. وقد عين «سفيراً أميركيا في تل أبيب».
أى أن أنديك الذي «هجر» وطنه استراليا للدفاع عن إسرائيل عاد إلى إسرائيل سفيراً للولايات المتحدة (مرتين): نستطيع أن نسأل (بحسن نية) مصلحة أي طرف يحمي هذا الرجل الذي لم يتوانى عن المخاطرة بحياته للتطوع وحمل السلاح للدفاع عن الدولة العبرية؟
هل هذا الرجل «وسيط شريف»؟
نهاية المفاوضات بعد تسعة أشهر (لماذا تسعة أشهر !!) معروفة من اليوم: فشل يحمل تنازلات فلسطينية جديدة تأخذها إسرائيل وتضعها في جعبتها بانتظار جولة جديدة من المفاوضات مع وسيط شريف جديد وتحت مظلة رئيس أميركي جديد. تدوم هذه اللعبة منذ ٦٥ عاماً.