منذ أن نشر عالم الطبيعة الانكليزي الأشهر، تشارلز داروين، كتابه “أصل الأنواع”، في 1895، والذي يُعتبر أحد الأعمال المؤثرة في العلم الحديث، وأحد ركائز علم الأحياء التطوري، لم يسكت النقاش والجدل حول النظرية القائلة بتطور الكائنات على مر الأجيال، بسبب مناقضتها للمعتقدات الدينية التي شكلت أساسا للنظريات البيولوجية حينئذ.
ومؤخراً، سلطت الصحافة البريطانية الضوء على تنامي ظاهرة وسط الطلاب المسلمين في علوم الأحياء والطب، وهي مقاطعة المحاضرات عن داروين ونظريته عن النشوء والتطور، باعتبارها منافية لقصة الخلق كما وردت في القرآن.
ونقلت صحف عن عدد من المحاضرين بجامعة “يونيفيرستي كوليدج” في لندن قلقهم إزاء تنامي عدد طلاب علم الأحياء الذين يقاطعون المحاضرات عن نظرية داروين، مع أنها جزء أساسي من المقرر الأكاديمي، معتبرين أن دراسة علم الأحياء لا تكتمل إلا بهذه النظرية، بغض النظر عن الجدل الذي تثيره في الأوساط الدينية.
ويلاحظ رتشارد دوكينز، عالم الأحياء والمحاضر السابق في جامعة “أوكسفورد”، الذي اشتهر في العالم العربي بسبب كتابه «وهم الإله»، أن ظاهرة رفض الطلاب المسلمين حضور المحاضرات المتعلقة بنظرية داروين يدعو للقلق “وسط أناس قرروا دراسة العلوم ويُفترض أنهم يتمتعون بالعقل العلمي”.
يُذكر أن إمام «مسجد التوحيد» في شمال شرق لندن، أسامة حسن، أثار في الآونة الأخيرة انتقادات لاذعة وسط بعض أفراد الجالية الإسلامية وصلت الى حد تهديده بالقتل، إذ أوحى بأن الإسلام نفسه ربما كان غير متعارض مع نظرية داروين على النحو الذي يصوّره نقّادها الدينيين.
وغنيٌ عن التذكير ان داروين يُرجع وجود الإنسان في الدنيا الى سلسلة طويلة من النشوء والتطور وسط أشكال الحياة الأولى، بينما تقول الأديان السماوية، كالإسلام، إن الله خلق كل شيء من عدم، وإن البشر هم “سلالة أول الخلق آدم وحواء”.