- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

أمسية “شهرياد” الرابعة: حوار الشعر والموسيقى في رأس بيروت

بيروت ــ معمر عطوي

للمرة الرابعة يقيم ملتقى “شهرياد” الفني أمسية فنية ثقافية، في مقهى عرمرم في رأس بيروت، حيث تألق الشعر على ايقاع حوار الآلات الموسيقية في صيغة جدلية راقية.

ولم تقتصر الأمسية على قول الشعر فقط، بل، كما الأمسيات الثلاث السابقة، تميزت بإيقاع موسيقي حرّك صور القصيدة في سياق مشهدي دمج اللحن بالبلاغة، في لعبة مسرحية متناسقة.

يمكن القول أن مجموعة من الحوارات شهدتها هذه الأمسية، حيث كان حوار القصائد بين الشاعرة مريم خريباتي والشاعر الفنان سليم علاء الدين، بقصائد عاميّة عن الحب والتراث والعلاقات الانسانية والجمال.

التقديم أيضاً أُنيط بشاعرين قديرين هما أمية ضرغام والفنان السوري أحمد الشيخ، إذ كان للفواصل بين القصيدة والقصيدة وبين المقطوعة والأخرى وقع جميل بين المستمعين.

أما الموسيقى فقد شكّلت حواراً جديّاً بين حضارات، إذ قدّمت أميرة اللحن الفنانة ماغي أبي اللمع، مقاطع جميلة من آلة flute de pan الآتية من رومانيا، مقابل كلارينت طارق بشاشة وصوت العود الحنون مع أستاذ الموسيقى في المعهد الوطني تميم هلال. حوار الموسيقى كان يحتاج لوحده فقرة خاصة أو أمسية لما يغتني به من تنوع في مشارب الألحان، ونوعية الآلات التي تنتمي الى حضارات مختلفة.

ومن غير أن ننسى عنصر المشهد الأخير والذي دأبت “شهرياد” على عدم تجاهله في أمسياتها، فقد أبدع الفنّان التشكيلي السوريّ عبّود سلمان في رسم لوحة على هامش البرنامج، أعطت لهذه التظاهرة الثقافية بعدها التكاملي بين عناصر تشكّل مشهداً ثقافياً رائعاً.

أما الفقرة الأهم والأكثر تأثيراً في هذه الأمسية فكانت شهادة الشاعر مهدي منصور بصديق سليم علاء الدين، متحدثاً باختصارعن علاقة الطفولة ومن ثم النشوء في مناخات الشعر والأدب.

ومن الأبيات التي ألقتها الشاعرة خريباتي بعنوان “نقطة.. فاصلة”:

“كتبت فكرة على الورق… حطيّت نقطة عالسطر… ونزلت سطر جديد. وصرت أكتب بعد، وقفت بدربي الفاصلة (،) بنص السطرخفّفت حدّا وسألت: لوين بتودي الطريق؟ تغنّجت هالفاصلة وردّت: بس تكتبي ما تسألي وتتلبّكي خيّطي فوق الورق قمصان.. بخيوط الحكي… وما توقفي ولو خلصت الألوان.. سودا وحمرا ومخملية وليلكي… ما تسألي.. ضلّي اكتبي ومَ توقفي هونيك آخر الطريق!”

أما الشاعر علاء الدين فمما قاله في إحدى قصائده:

“… ولمّا العرب.. وصلوا على خيول الورا.. إنتي وأنا صرنا ورا.. تنيناتنا صرنا ورا… لا تسلّمي عليهم.. لا تحاكين… ولا تنيّمي إيدك بإيدهن… هودي ما عرفوا ياكلوا همّي.. ولا سقيتهن دمّي.. ولا بيعرفوا طعم النبيذ.. ولا شاغلن الا الجنس.. هودي شياطين الإنس.. لا تسلّمي عليهن وكلّك على إيدي تعي.. إيدي القدس”.