- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

المشروع القومي الكردي في مواجهة المشروع الإسلامي! (تحليل)

ifreenكردستان سوريا تتحرك وحدها خارج المشهد السوري، يدعمها عمق سياسي واستراتيجي في إقليم كردستان العراق، والحراك السياسي في المنطقة تتبعه تغيرات جيوسياسية تقود في الغالب كما ـ يتفق الخبراء ـ إلى ترسيم جديد لخرائط المنطقة
بلا رتوش تتناقل وكالات الإنباء أخبار ما  يجري في” غرب كردستان”، والمقصود به كردستان سوريا، حيث أنّ أكراد المنطقة التي انسحبت منها قوات بشار الأسد بسبب – ضعفها في الغالب ـ قد وجدوا أنفسهم في مواجهة مفتوحة مع مشروع إسلامي تقوده جبهة النصرة، واجهة القاعدة في سوريا، ومن تحالف معها من عناصر الدولة الإسلامية في العراق والشام.
الفراغ الذي تركه انسحاب قوات الأسد وتشكيلاته الأمنية في المنطقة، دفع التنظيمات الكردية إلى تشكيل نوع من الإدارة المحلية لتسيير حياة الناس وحماية أرواحهم وممتلكاتهم، كما كشف الإعلامي الكردي السوري، عارف جابو، مسؤول العلاقات العامة في المركز الكردي للدراسات القانونية بألمانيا ( ياسا)،  في حديثه لمجلة العراق اليوم من DWعربية مبينا أن قوات من هذين التنظيمين بدأت تشن هجمات منظمة على أهداف كردية بعضها مدني في مناطق ديرك وحلب وعفرين لفرض قيام دولة إسلامية.
آخر هذه الهجمات قام بها عناصر من جبهة النصرة والدولة الإسلامية في العراق والشام، حيث سيطر مقاتلوهم على بلدة تل عرن في ريف حلب بشمال البلاد واختطفوا ما يقارب 200 مواطن من أهالي البلدتين يوم 31 تموز / يوليو 2013 ، حسب ما نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وفي معرض شرحه للوضع في المناطق الكردية أشار عارف جابو إلى أن مدينة ” عفرين ما زالت منذ أكثر من شهرين تحت حصار أكثر من 21 كتيبة من جبهة النصرة وفصائل من الجيش الحر التي تمنع دخول المواد الغذائية والطبية “.
رد الفعل الكردي جاء مفصلا، فقد دعت وحدات حماية الشعب الكردي في سوريا الثلاثاء إلى “النفير العام” في مواجهة التنظيمات الجهادية . ومع أن أكراد سوريا غير متفقين بشأن موقفهم من التغيرات الجارية، لكن تسريبات إعلامية تشير إلى أن المجموعة التي تولت حمل السلاح تضم المجاميع  التي حضرت مؤتمر هولير(اربيل) برعاية رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني عام 2011 والتي وقعت اتفاق هولير .
ولا يخفى أن إقليم كردستان العراق يمثل العمق الاستراتيجي الوحيد الذي يمكن أن يدعم لوجستيا وعملياتيا الكرد في سوريا. ضمن هذا التصور، وتطورات الوضع ميدانيا في سوريا، زار رئيس حكومة إقليم كردستان، نجريفان بارزاني، تركيا، في مسعى لتقريب وجهات النظر بين الحكومة التركية وبين أحزاب كردية سورية أعلنت مؤخرا إدارة مناطقها على الحدود مع تركيا، علاوة على الرغبة في التنسيق مع الحكومة التركية لإنجاح المؤتمر القومي الكردي الذي سيحضره أكراد من تركيا وإيران وسورية و العراق.

(دويتشه  فيله)