- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

” لعبة الموت ”

Najat 2013_2نجاة شرف الدين

مما لا شك فيه أن دخول حزب الله على المشهد السوري ، من خلال المشاركة العسكرية في معركة القصير وما بعدها وصولا الى حمص وربط مسألة عودته من سوريا ، بالحل السياسي للأزمة السورية ، أحدث تحولا في المشهد اللبناني الداخلي من خلال تصاعد حدة التوتر السياسي مع الفريق الآخر في الوطن ، كما من خلال تصاعد المواقف الدولية والتي كان آخرها وضع الإتحاد الأوروبي للجناح العسكري للحزب على لائحة المنظمات الإرهابية .
موقف حزب الله من الأحداث في سوريا والذي وضعه أمينه العام السيد حسن نصر الله في خانة المواقف الإستراتيجية ، إستدعى مواقف مضادة لم تقتصر على القوى السياسية اللبنانية في الفريق المقابل ، بل تجاوزته الى مواقف من قوى المعارضة السورية التي وضعت الحزب في خانة العدو مع ما يترتب على ذلك من نتائج على مستوى نقل المعارك الميدانية من الأرض السورية الى الأراضي اللبنانية ، وهو ما بدا من خلال التصريحات التهديدية التي صدرت من أكثر من فريق سوري معارض خاصة جبهة النصرة وهو ما أخذه حزب الله على محمل الجد ، لا سيما بعد التفجير الذي حصل في منطقة بئر العبد في الضاحية الجنوبية والذي شكل محطة مهمة بالنسبة للإجراءات الإحترازية التي كان الحزب قد بدأها في مناطق عدة في الجنوب والبقاع إضافة الى الضاحية .
هذه الأجواء التي ترافقت مع توترات متنقلة في مناطق عديدة من لبنان ، تزامنت أيضا مع رسائل صاروخية مجهولة الهوية تنقلت أيضا في أكثر من منطقة وكان آخرها في بعبدا ، وهو ما طرح العديد من التحليلات حول إستهداف القصر الجمهوري نتيجة الموقف الأخير لرئيس الجمهورية ميشال سليمان في عيد الجيش ، والذي قال فيه ”  إنه حان الوقت لكي تكون الدولة اللبنانية هي المقررة لاستعمال القوة للدفاع عن لبنان وليس المقاومة خصوصاً بعد أن تخطى سلاحها الحدود اللبنانية ” .
لغة النار والدم المستخدمة في تأجيج الصراعات الداخلية ، تحولت الى ” لعبة موت ” عبر ” صدفة ” حالت ، كما في كل مرة ، دون حدوث كارثة ، بعدما إنفجرت عبوة ناسفة في منزل في داريا في إقليم الخروب ، أدت الى مقتل شخصين ، ليتبين لاحقا أنها واحدة من سلسلة كان يتم الإعداد لها من أجل تفجيرها في مناطق محددة من ضمن بنك أهداف أمنية ، وبدأت التحقيقات من أجل التوصل الى خيوط تؤدي الى معرفة المحرض والمنفذ فضلا عن الأهداف الأبعد في السياسة لا سيما بعد ظهور معلومات أولية تشير الى العثور على خرائط وأعلام لجبهة النصرة ، كما تحدث وزير الداخلية مروان شربل عن أن ما جرى في داريا أتاح ضبط ” خلية إرهابية ” كانت تعد لتنفيذ إعتداءات في أكثر من منطقة لافتا الى أن ” المصادفة ” هي التي تحمي لبنان .
بين ” لعبة الموت ” و ” الصدفة ” ، يحاول لبنان أن يتجاوز هذه الأيام في غياب أي مؤشرات لحلول سياسية ، ولو بالحد الأدنى ، يمكن ان تؤدي الى حالة إستقرار أمني وسياسي يستطيع من خلالها أن يمرر هذه المرحلة الصعبة ، بانتظار الحل السوري الذي يبدو أنه بعيد المدى …