منذ أشهر والحديث يدور حول تسر بمياه ملوثة من محطة “فوكوشيما” النووية المعطلة من دون أي تأكيد رسمي. وقد قررت الحكومة اليابانية أخيراً أن تكشف النقاب عن أن ما يقرب من ٣٠٠ طنا من المياه الملوثة بمادة “السترونتيوم” المشعة تتسرب يومياً نحو مياه المحيط الهادئ.
وقد وصف الوضع بالخطر جداً من شركة “طوكيو إلكتريك باور” (تبكو) للطاقة الكهربائية والتى تشغل المحطة، التي قدرت نسبة الإشعاع المتشربة نحو «الطبيعة» ما بين الـ ٢٠ والـ ٤٠ مليار بيكريل (مقياس الإشعاع النووي) ما بين أيار/مايو ٢٠١١ والشهر الماضي أي تموز/يوليو ٢٠١٣.
ومن الصعب جداً الحد من وجود “السيزيوم” المشع في المياه المتسربة رغم النظام المتبع حاليا لمعالجة المياه وإزالة مادة “السترونتيوم”، التى تميل إلى التراكم فى العظام وتسبب سرطان العظام والدم. واعتذرت الشركة تبكو بعد أن كانت وأكدت أن “السيزيوم” المشع فى المياه يتركز فقط في التربة ولا يتسرب إلى المحيط الهادي.
كل هذا يجعل من أسماك المحيط «أفخاخاً» للمواد المشعة. ويجد الصيادون في بعض الأحيان أسماكاً «مشبعة» بمواد مشعة بنسبة ٢٥٠٠ مرة من النسب المقبولة صحياً.
وفي الواقع فإن المعضلة التي تواجهها السلطات اليابانية تتركز في ضرورة ضح يومياً ما يزيد عن ٤٠٠ طن مياه عذبة لمنع المفاعلات الأربعة المتضررة من التسونامي من أن تترتفع فيها الحرارة إلى ما فوق الـ ٥٠ درحة مئوية، وبالتالي فإن هذه المياه تذهب بشكل مباشر إلى المحيط الهادي رغم كل الاحتياطات.