- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

مصادر فرنسية: جنيف-٢ ليس قبل السنة المقبلة

باريس – «برس نت»

رداً على سؤال طلب التعليق على خطاب الرئيس السوري بشار الأسد ردد الناطق الرسمي لوزارة الخارجية «تفسير باريس» لمتطلبات الذهاب إلى جنيف ٢ وأعاد عرضها في بيان إلكتروني مقارنة مع تأكيد الأسد بحتمية النصر فقال أن على «جنيف ٢ أن تضع حيز التنفيذ بيان جنيف ١» الذي برأي باريس يقود إلى «إقامة حكومة انتقالية تمسك بكافة السلطات السياسية والعسكري» ما يعني تخلي الأسد عن السلطة طوعياً لتلك الهيئة وانسحابه.
بالطبع أثار خطاب الأسد انتباه الأوساط المهتمة بالملف السوري وفيما ربطه البعض بأنه «نتيجة الانتصارات الأخيرة التي حققها جيش النظام على الأرض» رأى البعض الآخر نوعاً من «محاولة عرقلة التحضيرات لجنيف ٢»، ويتفق الفريقات على أن نبرة الخطاب بأنه تدل على «صعوبة التعامل مع الأسد».
ولكن هل ما زال جنيف ٢ يشكل مدخلاً لحل سياسي؟
تجيب مصادر فرنسية على السؤال مغلفة إجابتها بشكوك تستند إلى وقائع تعددها كما يلي:
١) انتصارات الجيش النظام قادت إلى تصلب المعارضة خصوصاً الائتلاف الوطني وبشكل خاص رئيسه أحمد الجربا، وهو حسب المصادر الفرنسية ما يمكن تفهمه.
٢) الاختراقات التي حققتها المعارضة في الأيام الأخيرة على الساحل السوري الذي يعد معقلاً للأركان النظام، يزيد من رغبة المعارضة في قلب الموازين على الأرض.
٣) وصلت دفعات من الأسلحة للمعارضة السورية واستطاعت الجيش السوري الحر إبراز قدرته على حصر توزيعها على قطاعاته دون أن تضع الكتائب الجهادية يدها عليها.
٤) يعتمد الجيش السوري الحر لقلب المعادلة على الأرض انتهاء التدريبات التي تقودها الدول الغربية لحوالي الـ ٣٠٠٠ مقاتل في الأردن و٢٠٠٠ مقاتل وراء الحدود التركية، إلا أن مسار التدريبات يمكن أن يأخذ وقتاً طويلاً قبل أن يؤدي إلى تقيام قوة عسكرية يعتمد عليها وذلك لسببين: الأول إن المجموعات التي تدربها القوات الأميركية في الأردن هي أساساً مؤلفة من رجال ينتمون إلى قبائل «متنافسة» وقد بدأت تظهر علامات تنافر بينها. ثانياً لم تنطلق حتى الآن التدريبات التي تعهد الفرنسيون بها بسبب … عدم إقبال المتطوعين. كل هذا يدل على أن قلب المعادلة سيأخذ وقتاً أطول مما يعتقد الجربا.
٥) تأكيداً على هذا الشق تقول المصادر بأن الأخضر الابراهيمي يشدد على ضرورة عدم انتظار قلب المعادلة عسكرياً على الأرض.
٦) ترى المصادر بأن الأحداث في مصر قد غيرت من أولويات واشنطن في المنطقة، ما قد يدفعها إلى تسليح المعارضة وانتظار البحث في مسألة جنيف ٢ بعد انقشاع أفق المعارك على الأرض، رغم مطالب موسكو بالتعجيل بتحضير المؤتمر.
٧) تؤكد المصادر بأن الذهاب إلى جنيف يتطلب «وحدة المعارضة السورية» وهو أمر حتى الآن لم يحصل حسب قولها.
هذه النقاط السبع هي وراء الشكوك التي تعتمر الأوساط الفرنسية حول إمكانية عقد جنيف ٢ هذه السنة، إلا أن مصدراً مطلعاً قال بإمكانية «عقد لقاءات تشاورية في نيويورك» على جانب الحضور الدولي المككثف بمناسبة الجمعية العامة للأمم المتحدة في الشهر المقبل. إلا أن هذه اللقاءات في حال حصولها ستكون مؤشراً إلى أن جنيف ٢ لن يحصل قبل نهاية السنة الحالية وأن الملف السوري سيبقى في نفق القتال والتدمير لثلاثة أشهر على الأقل.