- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

“النظامي” و”الحر”.. لعبة أطفال حلب السورية في العيد

لعبة الكبار ... لعبة للصغار

لعبة الكبار … لعبة للصغار

أقبل عيد الفطر على أهالي حلب (كبرى المحافظات السورية من حيث عدد السكان) مختلفا هذا العام فقد تبدلت تقاليده ورحلت عاداته مؤقتا بسبب الحرب من كهرباء ومياه مقطوعة، ومساجد مدمرة مهجورة، وأسواق تعذر وصول الباعة والمشترين إليها، حتى ألعاب الأطفال البريئة تغيرت إلى محاكاة القتال بين الجيشين النظامي والحر.
الظلام خيم على ليلة عيد هذا العام، فالكهرباء مقطوعة عن أكثر من 4 ملايين شخص في حلب، بحسب تقديرات نشطاء محليين، والضوء الوحيد الذي ينير الأفق فيها ليلا، هو الضوء المنبعث من قذيفة أو صاروخ يسقط على أحد أحيائها أو قراها.
أما حمَّام العيد المشهور كعادة تقليدية لدى الأهالي فسيكون صعباً للغاية هذا العام، لأن النظام هناك لا يسمح بوصول الماء إلى البيوت سوى مرة كل خمسة أيام تقريباً، بحسب السكان.
والمساجد التي كان يعلو من خلال مكبراتها تكبيرات العيد باتت مهجورة بفعل القصف، وكذلك الأسواق في حلب القديمة التي كانت تشتهر ببيع الحلويات وضيافة العيد أضحت هي الأخرى ركاماً ورماداً على الأرض.
وفي مجمل المحافظة الضخمة لم يعد هناك إلا سوقين في المناطق التي يسيطر عليها النظام، أحدهما في حي “الفرقان” والآخر في “الجميلية”، بينما يعتبر حيا “بستان القصر” و”الشعار” أهم الأحياء التي تتضمن أسواقاً للأهالي في مناطق الثوار، وبات من الصعب على الباعة والمشترين على حد سواء الوصول إلى تلك الأسواق “الغير آمنة”.
أما أطفال حلب الذين بدل أن يزهدوا في الألعاب النارية زادت رغبتهم في شراءها في العيد، وباتوا يستخدمونها في ألعابهم مقسمين أنفسهم إلى فريقين، أحدهما يجسد الجيش النظامي، والثاني الجيش الحر المعارض للنظام، لتدور المعارك بينهما على مدى ساعات، يختلط فيها صوت انفجار بسيط ناجم عن ألعاب نارية، بصوت مدو جداً ناجم عن سقوط صواريخ أرض أرض على رؤوس المدنيين.
عادات الأهالي الحلبيين في عيد الفطر تبدل حالها، وباتت زيارة موتاهم هي العادة الأبرز، لكن وقوع قسم من المحافظة تحت سيطرة الثوار، وآخر في قبضة النظام، حال دون استطاعة بعض الأهالي من الوصول إلى قبور موتاهم.
وتقول أم محمد التي فقدت ابنها في المعارك الجارية منذ أكثر من عامين، وهي من سكان مناطق النظام “أود بشدة أن أذهب لأزور قبر ابني، لأنني أشتاق اليه، ولكن يصعب علي الذهاب إلى مناطق الجيش الحر والعبور من تحت قناصة النظام”.
وللسبب نفسه يقول أبو وسيم “لم يعد بالإمكان صلة الرحم وزيارة الأقارب في العيد، فأهالي حلب تشتت بهم السبل، فمنهم من بقي في مناطق النظام ومنهم من بقي في مناطق الثوار، ومنهم من لجأ إلى خارج البلاد، ومنهم من نزح إلى حيث لا ندري”.
وتضيف أم فراس الحلبي، “هناك الآلاف من العائلات التي استشهد ابن لها أو جرح أو أصيب بعاهة دائمة، فكيف سيكون عيدهم؟ هل سنذهب لنعايدهم أم لنعزيهم ونواسيهم؟”.
وفي حديث مع مراسلة الأناضول، يقول محمد الحلبي، الناطق باسم تنسيقيات الثورة في حلب، إن “أكثر ما يضر بنفسية الأهالي في هذا العيد هو الفقر المدقع الذي وصلوا إليه”.
ويشير إلى أنه “في ظل وصول سعر الدولار إلى 220 ليرة وانعدام الإنتاج المحلي والاعتماد على الوارد التركي في حلب؛ وفي ظل البطالة وانحسار مناطق الأسواق في حلب؛ كل ذلك تسبب في معاناة كبيرة منعت الأهالي من التجهز للعيد وشراء الملابس الجديدة والهدايا لأطفالهم”.