- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

اليمن: دعوات إلى «الجهاد» ضد الحوثيين

صنعاء – «أخبار بووم»

يحتدم الصراع في شمال اليمن، لا سيما في محافظة صعدة، بين الحوثيين الشيعة والتيار السلفي، ما أسفر عن عشرات القتلى في الايام الاخيرة، وسط دعوات للجهاد ومواجهة “الروافض”. واجتمع الاربعاء في صنعاء نحو خمسة ألاف رجل من اتباع التيار السلفي لـ”نصرة المظلومين في دماج”، وهي قرية في محافظة صعدة،  ويؤكد السلفيون ان نحو سبعة الآف شخص محاصرون فيها من قبل الحوثيين.
والمنطقة التي باتت رمزاً للنزاع بين الطرفين، تضم مقراً لمعهد “دار الحديث” الذي يتزعمه الشيخ السلفي يحيى بن علي الحجوري، وفيه آلاف “الطلاب” مع عائلاتهم، بما في ذلك اميركيون وفرنسيون روس واندونيسيون وماليزيون، بحسب مصادر من التيار السلفي.
وأكد منظمو مؤتمر “نصرة المظلومين في دماج” أن المحاصرين ينقصهم الغذاء والأدوية والحليب للأطفال.
وقال المتحدث باسم المؤتمر، محمد العماري، إن “سبعة الآف شخص على الأقل بينهم اطفال ونساء محاصرون في دماج وليس لديهم غذاء أو أدوية ويتعرضون للقصف يومياً من قبل الحوثيين”.
وذكر العماري أن “26 شهيداً على الأقل سقطوا في قصف الحوثيين لمعهد دار الحديث بينهم أميركيان وفرنسي وروسي وعدد من الاندونيسيين والماليزيين”، مشيراً إلى أن الحصار مستمر منذ أربعين يوماً. كما اتهم العماري الحوثيين بالسعي الى “اقامة دولة شيعية في شمال اليمن وجنوب السعودية”.
وأظهرت قائمة قدمت للمشاركين في التجمع في صنعاء أن بين القتلى أميركي يدعى جيسون وايت وفرنسي يدعى هشام جدي. وأكدت وثائق وزعت على المشاركين أن الحوثيين “يتوسعون” في محافظات صعدة وحجة والجوف وعمران في الشمال.
وأكد بيان صادر عن المؤتمر أنه “في حال استمرار الحوثيين في عدوانهم وحصارهم وفرض العقاب الجماعي على الناس، فإن من حق هؤلاء المظلومين في دماج وغيرها من المناطق الدفاع عن انفسهم بكل الطرق المشروعة”.
الاّ أن الشيخ يحيى الحجوري، المحاصر في معهده في دماج، ذهب إلى أبعد من ذلك ودعا المجتمعين في رسالة إلى أن “يهبّوا لنداء الجهاد في سبيل الله”. وأضاف أن “قتال الرافضة الحوثيين من أعظم الواجبات ومن اعظم المقربات الى ربنا لانهم بغاة علينا وزنادقة”.
وكان الحوثيون والسلفيون وقعوا اتفاقية صلح، الا انها سرعان ما فشلت.
وكان الامين العام المساعد للحزب الحاكم في اليمن أفاد أن “القاعدة دخلت على الخط في صعدة”، وسط أنباء عن وصول العشرات من مقاتلي القاعدة الى محيط منطقة دماج، وهو ما نفاه المتحدث باسم المؤتمر محمد العماري. وقال ان “العشرات من اهالي المحاصرين زحفوا الى المنطقة لنصرة ابنائهم ولكنهم لم يدخلوا”، مؤكدا ان الجماعة السلفية في دماج “ترفض فكر القاعدة”.
من جهته، قال الشيخ محمد الزهيري، الذي يرأس اللجنة الأهلية لنصرة دماج، إن “الحوثيين يحملون نفساً مذهبياً، وإن الذي حصل في العراق ولبنان يتكرر في اليمن”. وحذر من “حرب طائفية في اليمن اذا تم اقتحام دماج”، مشيراً إلى أن “القبائل في المنطقة تتهيأ لنصرة اخواننا في دماج”.
من جهته، قال المسؤول عن وفد الحوثيين في ساحة التغيير التي يعتصم فيها معارضو الرئيس اليمني في صنعاء، خالد المداني، إن وفداً من الاعلاميين والحقوقيين سيتوجه الى صعدة للاطلاع على ما يحصل فعلا في دماج. وقال “ليس هناك حصار بل ان الاخوان (الحوثيين) يمنعون دخول السلاح وليس من أخلاقهم أن يمنعوا الطعام والأدوية عن الاطفال”.
ولفت المداني إلى أن اتباع التيار السلفي في دار الحديث مسلحون ومدربون على القتال والقنص وقد “حصل تمترس وعمليات قنص على إخواننا ما أسفر عن ضحايا في صفوفهم”. وأشار المداني الى ان دار الحديث كان يدير “عملية تحريض مذهبية”، مشيراً إلى “فتاوى في كل مكان تكفر الناس”. كما اتهم السلفيين في صعدة بانهم “تابعون للنظام”.