بيروت – «برس نت»
يشكل إقفال أي وسيلة إعلامية نوعاً من الضيق لدى الجميع، صحافيين وقراء، بينما يكون الإعلان عن ولادة وسيلة إعلامية دائماً محط ترحيب… يرافق ذلك دائماً وأبداً بعض الشائعات والأقاويل والتسريبات. وبشكل عام لا يوجد دخان من دون نار، وبضع من هذه الشائعات يكون لها جذور في أرض الواقع.
لا توجد أي معلومة «مؤكدة» عن هوية المالك الجديد لصحيفة «القدس العربي» ورجحت مصادر متعددة أن المشترين من قطر. إذ خرجت بعض التسريبات تتحدث عن وقوف «عزمي بشارة»، مستشار الشيخ تميم بن حمد الحاكم الجديد، خلف استقالة الصحفي «عبدالباري عطوان» من إدارة ورئاسة تحرير الصحيفة اللندنية. وقد أختار بشارة النائب السابق في الكنيست الإسرائيلي، أن يحصر رده بصحيفة «الأخبار» اللبنانية لينفي التسريبات قائلا إن ما يتردد على هذا الصعيد «فبركة وشائعات معيبة» ويبدو أنه أراد «تصفية حسابات» مع الصحيفة المذكورة بعد سنوات من شهر عسل مشترك طويل بينه وبين الصحيفة حيث كان يجول ليلاً نهاراً بين جدرانها، فأتى على ذكر «علاقة الصحيفة بدمشق وحزب الله» في إطار رده ليوسع بيكار دحض الشائعات لتطال السياسة والعداوة بين دمشق والدوحة.
في الواقع كل الدلائل كانت تشير إلى أن قطر تسعى للحصول على صحيفة ورقية لها نافذة رقمية على شبكة أنترنيت. ودام السعي إلى إنشاء صحيفة عقد ونيف حتى أن أحد الزملاء «نزل ضيفاً على الدوحة لمدة تزيد عن سنة» بانتظار البدء بالمشروع.
قبل أشهر قليلة بدأ «مشروع إعلامي» في بيروت يقوده الزميل «ساطع نورالدين» تحت تسمية «المدن». موقع لم يخف الدعم المالي الذي حصل عليه من قطر للانطلاق وبزخم وقوة. وقد استقطب الموقع عدداً كبيراً من الزملاء الصحافيين وكتاب الرأي وبدا كأنه «متنفس مالي» في وسط الانكماش الذي أصاب المهنة منذ سنوات، وهلل البعض بأن الموقع سيفتح «باب المنافسة مع الصحافة المدعومة سعودياً» ويعيد إحياء «العرض والطلب» في الأطر الصحافية.
ولكن عندما بدأ الربط بين استقالة الزميل عبد الباري عطوان وبين التمويل القطري، علت علامات الاستفهام حول سبب إطلاق موقع المدن في حين أن لصحيفة القدس العربي موقعاً إلكترونياً جيد جداً وناجحاً من حيث عدد الزوار.
وقال البعض إن «فشل» المدن دفع بالممولين لشراء صحيفة القدس العربي. وبالفعل فإن موقع المدن كان ضعيفاً جداً من حيث الشكل الفني وأظهر قلة خبرة لدى الفريق العامل في النشر الإلكتروني على الرغم من وجود كتاب ذوي أقلام بارعة ومحللين معروفين وخبرة لدى رئيس التحرير صاحب المشروع.
السؤال هو اليوم: «ما هي الخطوات التالية؟».
مصادر مقربة من «أصحاب القرار القطري» كشفت لـ«برس نت» أن المتمول القطري يسعى بالواقع إلى «إطلاق صحيفة جديدة في باريس أو في لندن»، وأن المكلف بالعمل على هذا المشروع هو … عزمي بشارة. وأن البحث عن كادرات صحافية بدأ منذ أكثر من الشهر وأن المشروع بات في مراحل متقدمة والاستعدادات للإعلان عن المشروع الصحافي باتت جاهزة.
يبدو حسب الذين تم جس نبض رغبتهم بالعمل أن الظروف المالية ستكون جيدة لأن عزمي بشارة يريد أن يكون المشروع مدعوماً بشلة كتاب متخصصة في الشؤون العربية وتكون معروفة عربياً خصوصاً في المناطق التي تهم واضعي السياسة القطرية الجديدة، من هنا على ما يبدو فإن البحث يدور عن صحافيين يكون لهم «بروفيل معين يناسب السياسة القطرية في كل منطقة » (والأفضل أن يكونوا يساريين من طائفة معينة) حسب قول الراوي. الجميع يسأل عن رئاسة التحرير: تم التواصل مع الزميل الذي قضى أكثر من سنة في الدوحة فرفض بلباقة إذ أنه يساهم بزاويات في عدة وسائل إعلامية سيضطر لتركها وتحمل مسؤوليات. وبعد ذلك تم التواصل مع رئيس تحرير إحدى الصحف الخليجية الذي زار باريس قبل عدة أسابيع وحتى الآن لا قرار ثابت بشأنه. ويدور الحديث عن صحافي «ريبورتر» في صحيفة لندنية له زاوية مقروءة جداً ولكن التردد يحكم جوابه حسب قول مقرب منه. أما بقية الأسماء التي تدور همساً أو على بعض المواقع فهي أسماء «ترويجية» حسب قول المقربين من المشروع.
السؤال الثاني: وماذا سيحصل بموقع المدن؟
الجواب يبدو جلياً من «نمط تغذية الموقع في الأيام الأخيرة»: يبدو أن الموقع سوف يقفل أو يعلق العمل به بشكله الحالي، ما يغلق باب مغامرة صحافية دامت ثمانية أشهر.