- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

مصر: الديكتاتورية تتسابق والفوضى

Bassam 2013نقطة على السطر

بسّام الطيارة

كما كانت الحال عند التعاطي بالأزمة السورية حين كانت لزوميات أي مقالة تنتقد الثورة تتطلب توضيح أننا لسنا مع حكم الحزب الواحد وضد التوريث ولا نطلب الديكتاتورية وأننا مع الحرية للشعب. كذلك الأمر اليوم في ما يتعلق بالأزمة المصرية علينا في مطلع كل انتقاد لما يحدث في مصر توضيح أننا لسنا مع أخونة المجتمع لسنا من مؤيدي الإخوان المسلمين وأننا كنا متخوفين من التوجه الذي انساق نحوه الرئيس المنتخب محمد مرسي.
بعد هذا نقول:
إننا انتقدنا الانقلاب» لأنه انقلاب على الشرعية وأنه لا يمكن القبول برئيس ولو مؤقت يصل إلى القصر الجمهوري على ظهر دبابة،  لسنا مع عسكرة المجتمع ولا نؤمن بأن مظاهرة أياً كان حجم المشاركين فيها لتحل محل صندوق الانتخاب.
والآن ننظر إلى بلاد النيل. ماذا نرى؟
قتلى بالمئات. جيش يطلق النار على المواطنين (قسم من المواطنين) يقتل بالمئات ويرمي في السجن سياسيين بحجج مشابهة لما قام به نظام مبارك في مطلع تسعينات القرن الماضي حين زج بالسجن ٨٣ ألف من أعضاء الإخوان المسلمين.
هل هي عودة لنظام مبارك أو ما تشير إليه العامة بالـ«فلول»؟
بالطبع الآلة الحديدية التي تضرب اليوم هي نفسها التي استعملها مبارك. الشرطة والجيش و«البلطجية» حاملي العصي.
ولكن لننظر نحو الصحافة الرسمية والخاصة.
بالطبع لا يمكن مشاهدة أي ضابط يقف وراء رئيس التحرير. ولكن عندما يسكن الخوف النفوس فإن النظام ليس بحاجة لضابط رقابة هكذا كان نظام مبارك وهكذا كانت أميركا اللاتينية.
إن متابعة ما يكتبه المراسلون الأجانب وما تقوله الصحف المصرية والتفاوت الكبير بين الأنباء الواردة يدل من دون أي شك إلى أن الصحافة المصرية وللأسف بدأ ت تتطأطئ رأسها أمام ديكتاتورية زاحفة، وهي تميل مع رياح الحكم (بالطبع بانتظار مراحل مناسبة غير خطرة لتسترد حريتها)، وهي بالمناسبة لم تنتقد بأي شكل إقفال القنوات والمواقع والصحف التابعة للإخوان. لم تنتقد سقوط ألف قتيل وآلاف الجرحى وصفقت لنزول الجيش إلى الحياة السياسية. باختصار لم تنقل مواقف الفريقين استعملت لغة خشبية مطابقة لما يصدر عن العسكر وناطقيهم الرسميين.
أين الخطر؟
الخطر أن تصبح الوسائل الإعلامية التابعة للإخوان هي مصدر الأخبار في ظل نمطية إنقلابية ستالينية أصابت الصحف المصرية كافة وبات تنطق بتلك اللغة الخشبية. وهذا لن يغيب طويلاً عن المواطن المصري الذي خبر أكثر من قرن صحافة سياسية. وعندها سوف يلتفت هذا المواطن بحثاً عن «الخبر المظبوط» نحو المواقع الإسلامية وسوف يتلقى معها «أفكار الإخوان» ورويداً رويداً سوف تسكنه هواجس الإخوان ويغوص في أسلمة سياسية إلى جانب أسلمته الاجتماعية الظاهرة.
يجب أن لا ننسى أنه رغم، ولربما بسبب قمع الإخوان باتوا يشكلون قوة سياسية كبيرة تحت حكمي السادات ومبارك.
اليوم يريد رئيس الجمهورية المؤقت أن يحل حزب الإخوان وبالطبع أن يعيد إلى السجون أكبر عدد ممكن. من حيث لا يدري الرئيس المؤقت يعطي دفعة في اتجاهين إتجاه العمل السري لقسم كبير من الإخوان واتجاه التطرف لقسم آمن بالديموقراطية وخذل.
إنه نفس المسار الذي اجترح بالدم والنار الجزائر لمدة عشر سنوات.