باريس – بسّام الطيارة
استقبل اليوم الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل في زيارة مفاجئة. ومن قبيل الصدف أن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس استقبل أيضاً في نفس الوقت وزير الخارجية القطري خالد بن عطية.
وحسب مصادر مطلعة فإن سعود الفيصل قد طلب الحضور للقاء هولاند فور أعلان البيان الأوروبي الذي «هدد» باتخاذ اجرائات حاسمة تجاه التعاون مع مصر في حال لم يتوقف استعمال العنف في قمع التظاهرات المعارضة.
ويمكن تفسير الزيارتين بتكملة للصراع القطري السعودي الذي بدأ في سوريا ويكمل في مصر . وتأتي الزيارة تكملة لبيان المملكة الوهابية الذي أصدر أمس ونقل على لسان العاهل السعودي بأن «المملكة تدعم الحكومة المؤقتة المصرية» وانتقد بشدة الذين يسيئون لبلاد النيل.
وعند خروج سعود الفيصل قال على درج الإليزيه« اتفقنا مع فرنسا على إعطاء خارطة الطريق في مصر فرصة لتحقيق الأمن والانتخابات المبكرة». وأكد سعود الفيصل على أن «حرية الرأي يجب أن يُعبر عنها بغير العنف».
بالمقابل أكد هولاند أنه استلم رسالة العاهل السعودي حول الوضع في مصر، معلنا إدانة باريس للعنف والقتل في مصر. وأكدت مصادر الإليزيه أن اللقاء كان مخصصا لمناقشة تطورات الوضع المصري.
من جهته اعلن وزير الخارجية القطري خالد بن محمد العطية، في مؤتمر صحافي أعقب لقاءه مع فابيوس ان “قطر تساعد مصر وليس جماعة الاخوان المسلمين”، مضيفاً “فيما يتعلق بدعم قطر للاخوان المسلمين، هناك مفاهيم خاطئة حول المساعدة التي تقدمها قطر”، وشدد على ان قطر “لم تساعد ابداً طرفاً مصرياً او حزباً سياسياً مصرياً. والمساعدة كانت دائماً تقدم الى مصر”.
كان رئيس الاتحاد الأوروبي هيرمان فان رومبوي ورئيس المفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروسو قد حذرا اليوم، الجيش المصري والحكومة المؤقتة، من أن الاتحاد “سيعيد النظر” في علاقاته مع مصر إذا لم يتوقف العنف وتتم العودة إلى الحوار.
ودعا المسؤولان إلى إنهاء العنف والعودة الى العملية الديموقراطية.
وقالا، في بيان، إنه إذا لم يتحقق ذلك، فإن “الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء فيه سيعيدون النظر بشكل عاجل خلال الأيام المقبلة في العلاقات مع مصر وتتبنى إجراءات تهدف إلى تحقيق هذين الهدفين”.
وكان العاهل السعودي قد صرح «ليعلم العالم أجمع ، بأن المملكة العربية السعودية شعباً وحكومة وقفت وتقف اليوم مع أشقائها في مصر ضد الإرهاب والضلال والفتنة». من هنا يمكن فهم الزيارة المفاجئة للويزر سعود الفيصل في محاولة لتهدئة خواطر الأوروبيين لمنع اتخاذ اجراءات تجاه الحكومة المصرية يمكن أن تشجع واشنطن على قطع المساعدة المالية. إذ أنه رغم الميلارات التي قدمتها السعودية والإمارات والكويت للحكومة المؤقتة فإن السماعدات الأوربية والأميركية تبقى ضرورية.