- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

بريطانيا تفاجئ إيران: السحر ينقلب على الساحر

غضبت ايران من العقوبات البريطانية الأحادية الجانب التي فرضتها عليها بريطانيا قبل أيام، بعدما قطعت الأخيرة العلاقات مع المصارف الايرانية ومنها البنك المركزي، بسبب البرنامج النووي الايراني. أرادت الجمهورية الاسلامية أن تلقن لندن درساً، شقه الأول دبلوماسي تمثل في اقرار مجلس الشورى الايراني قانوناً يخفض العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية مع بريطانيا، أما شقه الثاني فكان عرضاً للقوة، ثبت عدم صوابيته.
فإيران أرسلت المئات من طلبة الباسيج المتطوعين للتظاهر أمام السفارة البريطاينة في طهران انتهت باقتحام السفارة ونهبها. اعتقدت الجمهورية الاسلامية، التي ترتبط بعلاقات اقتصادية لا بأس بها مع عاصمة الضباب، أن بريطانيا ستسارع إلى القنوات الدبلوماسية لتهدئة الأزمة، لكن المفاجئة كانت بانقلاب السحر على الساحر بعدما ردت بريطانيا «الصاع صاعين».
الرد البريطاني الحاسم جاء على لسان وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ، الذي أكد أمام نواب بلاده «أغلقنا الآن سفارتنا في طهران»، و«قررنا اخلاء جميع موظفينا» وأن «آخر الموظفين غادر ايران»، منبهاً إلى أن المتظاهرين الذين نهبوا السفارة ما كانوا ليتحركوا «لولا موافقة ما» من النظام الايراني.
واضاف هيغ أن لندن تطالب أيضاً «بالاغلاق الفوري للسفارة الايرانية في لندن» وبمغادرة «اعضاء البعثة الدبلوماسية الايرانية» في غضون 48 ساعة، من دون أن يصل الرد البريطاني إلى مرحلة قطع العلاقات الدبلوماسية بشكل كامل وإنما تقليصها إلى أدنى مستوى.
الموقف البريطاني، لاقتها فيه العديد من الدول الأوروبية، الذي شكل أداء قوات الأمن الايرانية المتساهل أمام طلاب الباسيج وعملية اقتحامهم للسفارة فرصة لها للتصويب على إيران. فدان عدد كبير من العواصم، من واشنطن الى موسكو، بشدة ما وصفه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بأنه «هجوم مشين يقوي» القرار بفرض عقوبات جديدة على ايران.
من جهتها، أقفلت النروج بصورة مؤقتة سفارتها في طهران، لكنها لم تجل دبلوماسييها، واستدعت المانيا والسويد سفيريهما في إيران «للتشاور». وفي تدبير وقائي، أغلقت حتى اشعار آخر المدارس الفرنسية والالمانية والبريطانية في طهران.
أما الخارجية الايرانية فحاولت احتواء الموقف عبر اعرابها عن «الاسف للتصرف غير المقبول لمجموعة صغيرة من المتظاهرين»، ووعدت باجراء «ملاحقات قضائية» لمنفذي الهجوم. بدوره، أكد مساعد قائد الشرطة الايرانية، الجنرال احمد رضى ردان، اعتقال عدد من المهاجمين أو التعرف اليهم، لكن الخط المتشدد للنظام الموالي لمرشد الجمهورية الاسلامية آية الله علي خامنئي برر ما قام به المتظاهرون، وقال رئيس مجلس الشورى الايراني، علي لاريجاني، إن «هذا الغضب ناجم عن عقود من الهيمنة من جانب بريطانيا في إيران».