- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

بطولة في قلب العاصفة

Mountazar 2013منتظر الزيدي
لو ان القصة حدثت في بلد اوربي او غربي ،لوجدنا وسائل الاعلام العالمية تنقل مراسيم التكريم وتسليم الميداليات الفخرية.وشاهدنا القصة تتحول الى رواية وفيلم يتصدر صالات العرض.لكنه في لبنان يعد حدثا عابرا،ويعد صاحبه رقما يزيد من عدد الضحايا والبيوت المنكوبة بأحبتها لاأكثر .
الايثار علمة نادرة ومن توجد لديه هذه العملة يتحول الى رمز خالد بنظر الناس ،ففي زمن اضحت الانانية سمة من سمات العصر،وان النجاة في النفس اجود الجود.!!تطل علينا اسماء تحفر اسمها عمقا في وجدان الامة،
نعود لقصة الرويس ..ففيما كانت سيارات الاطفاء(القليلة)تخمد النيران ،علق العشرات من المدنيين في الطوابق العليا،بعد ان استعرت النيران في المخازن وراحت ترسل حممها ودخانها الى الاعلى .وشاهدت منظر العشرات من الرجال والشبان ينتخون لمساعدة المنكوبين وتمكنوا من انقاذ عديد من الجرحى وانتشال بعض الجثث ،الا ان هنالك من بين المتطوعين رجلان تماديا في الاقتراب من النيران واسلاك الكهرباء المتدلية والشرفات الآيلة للسقوط ،وكل ذلك من اجل اخراج اكبر عدد من الناجين ،وأذاك سقطت شرفة على احدهم ومات في حينه وتعرض الاخر لصعقة كهرباء اودت بحياته.ان هذه القصة رغم انها مرت على الاعلام اللبناني مرور الكرام لكنها قصة تستحق الوقوقف والتأمل والبحث والترويج لها ،لانها قصة انقرضت وصارت من قصص الحكايات التي ترويها الجدات عن اجدادهن.ورغم معرفتي ويقيني بأن البيئة المقاومة والحاضنة الاجتماعية التي ينتمي اليها الشهيدان هي من دفعهم للتضحية بروحيمها لاجل الاخرين ،الا ان التركيز على هذه القصة قد يعطي الشعوب العربية المنكوبة بخيبات، املا أن بعضا منها  مازال يحمل شرف المسؤولية،روح التضحية،جلالة الموقف..انه لبنان بكل ما يحمله من تنوع وتفرد وعنف وسلام ورقة وحروب ..ومقاومة وشموخ..انه الانسان الذي يزرع الموقف فيحصد التاريخ