- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

السيسي عمل لثورة مضادة تعيد نظام مبارك

Bassam 2013نقطة على السطر
بسّام الطيارة
سقط استعمال  تعبير «الثورة المضادة» من برج المحظورات. ويمكن القول اليوم إن ما يحصل في مصر هي ثورة مضادة تحضر لعودة «نظام مبارك من دون مبارك»، أي الشِلَل التي كانت المستفيدة الأولى من نظام مبارك.

لا نعرف إذا كان البرادعي ممن يأكلون أظافرهم في الحالات العصيبة. ولكن يمكن اعتباره الخاسر الأكبر من سيطرة الجيش على مقاليد الدولة. فلو قبلت الحكومة المؤقتة الاتفاق الذي توصل إليه الغربيون مع الإخوان أي الإفراج عن محمد مرسي والقيادات وإجراء انتخابات رئاسية قبل النيابية لكان اليوم هو المتربع على كرسي الرئاسة، ولما كان في موقع مشاهدة الثورة المضادة التي تعمل لعودة نظام مبارك.
يعتقد البعض بأن هذا «تهويل» إعلامي؟  أو أنه تدجيل «إخواني»؟
إليكم بعض العلامات الفارقة: الحكومة المؤقتة؟ ثلث وزارءها من طاقم نظام مبارك وعملوا تحت إمرته بشكل أو بآخر، بينهم ثلاث وزراء «متميزين» إذ كانوا ينتمون إلى الحزب الوطني الديموقراطي … حزب مبارك الذي حكم البلاد قبل «ثورة يناير ٢٠١١» منهم وزير الاقتصاد أحمد جلال كان «مستشار جمال مبارك» وعمل على تحضير برنامج التوريث الاقتصادي بصفته أحد كبار موظفي البنك الدولي. وكذلك وزيرة الإعلام دورية شرف الدين التي كانت (انتبه جيداً) رئيس مؤسسة الرقابة للأعمال الفنية في عهد مبارك ! عندها لا يمكن إلا وأن نفهم سبب إقفال كافة قنوات المؤيدة للرئيس المعزول مرسي وللإخوان وسبب اصطفاف الإعلام الرسمي تحت قبة اللغة الخشبية وخنوع المؤسسات الإعلامية الخاصة. الوزير الثالث الذي «الآتي من حزب مبارك» هو وزير التنمية المحلية عادل لبيب، ويكفي الالتفات إلى بداية «ثورة يناير» ودوره في قمعها عندما كان محافظ الاسكندرية وقائد الشرطة التي قمعت المتظاهرين وسقط على يدها «أول شهيد لتلك الثورة» وهو خالد سعيد الذي ضرب حتى الموت في مركز الشرطة. سبب تعين لبيب في هذا الموقع هو «آلتحضير للانتخابات المقبلة» حيث تلعب وزارة التنمية المحلية بشكل مباشر دوراً كبيراً في استمالة «المتنفذين المحليين».
هذا من جهة الحكومة المؤقتة التي استبدلت أكثرية محافظي المناطق وعينت بينهم عدداً كبيراً من ضباط الجيش والشرطة… تحضيراً للانتخابات المقبلة.
أما من جهة القضاء «المفروض أن يكون مستقلاً»… فهو في سبيله للإفراج عن الرئيس المخلوع مبارك ليحل محله في سجن طره الرئيس المنخب محمد مرسي، وسيتفرغ القضاء واضعاً يده بيد الجيش لإعادة ملئ السجون بالإخوان المسلمين كما حصل في عهد مبارك.
من يقول بعد ذلك أنها ليست ثورة مضادة؟