- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

عدوى الجنون في الشرق الأوسط

نقطة على السطر
Bassam 2013بسّام الطيارة
دخل مصطلح «الجنون» إلى إطار التعامل الألسني في أحداث الشرق الأوسط والعالم العربي بشكل خاص.
يصفون النظام السوري بالمجنون لأنه انتظر وصول فريق الأمم المتحدة المكلف بالتدقيق في استعمال السلاح الكيميائي… ليقصف بالكيمياء خصومه المحاصرين في الغوطة.
يصفون محمد مرسي بالمجنون لأنه اعتمد على تدين عبد الفتاح السيسي عند اختياره قائداً للجيش على أساس أن حرم السيسي تضع الحجاب والسيسي يصلي خمس مرات في اليوم … كان بإمكان مرسي أن يختار من بين ٧٠ في المئة من رجال مصر الذين لا دبابات وراءهم ولا جنود تحت أمرتهم.
السلطة الفلسطينية تذهب إلى مفاوضات مع الدولة العبرية على وقع قرارت بناء مستوطنات جديدة ولكنها تنظر نحو الغيوم فيبتسم لها مارتن أنديك «المحارب السابق في جيش اسرائيل» واذي قبلت به … عراباً.
لا يشذ باراك حسين أوباما عن قاعدة الجنون عندما يتعاطى بشؤون الشرق الأوسط: فهو لا يقبل بتسمية «ما حصل» انقلاب ولكنه يرى أن «ما حصل» غير متوافق ومبادئ حقوق الأنسان السياسية ولكنه يسمح لوزير خارجيته بالقول إن الانقلاب أنقذ الديموقراطية وفي نفس الوقت يهدد بقطع المساعدات عن مصر بسبب …الانقلاب.
حتى التحالفات الإقليمية غاصت هي والشعارات التي تشكل لبنة تحالف الحلفاء في بحيرة الجنون:
قطر والسعودية متحالفتان في المسألة السورية وتتقاتلاً في المسألة المصرية. قطر تريد مرسي والمملكة تدعم السيسي.
سوريا تعاني من دعم تركيا والسعودية للثوار والكتائب الجهادية، رلكن تركيا تتواجه مع السعودية في المسألة المصرية.
سوريا تتلقى دعماً أساسياً من إيران يساعدها على التصدي للثوار، ولكن إيران شجبت الانقلاب بينما بشار الأسد صفق للانقلاب.
الغرب أيضاً أصابته لوثة جنون الشرق الأوسط: يعلن الغربيون نهاراً وليلاً أن «الجهاديين الإسلاميين يشكلون خطراً على أوروبا» ولكنهم يعملون جاهدين على تسليح الثوار في سوريا ويحاولون نزع سلاحهم في الساحل الأفريقي.
المعارضة السورية «تتنكر» للكتائب الجهادية في الخارج وتخضع لامرتها في الداخل وعلى مواقع التواصل الاجتماعي التي لا تبث إلا انتصارات جبهة النصرة والجيش الإسلامي في العراق وبلاد الشام. ولكن المعارضة تبحث عن … رئيس حكومة.
يتأفف الغرب من الإسلام السياسي، ولكنه يهدد الانقلابيين في مصر الذين أطاحوا بأول نظام إخواني منتخب. يهدد الغرب الحكومة المؤقتة في مصر بالويل والثبور ولكنه يكتفي بحظر توريد «كماليات القمع» البسيطة.
يتغلغل الجنون في ثنايا المجتمعات العربية:
حزب الله يهدد ويتوعد بالقتال بعد تصنيفه من قبل الاتحاد الأوروبي بأنه إرهابي وبعد اسبوع تبدأ السيارات المفخخة بالانفجار في عقر داره، فيتقوقع الحزب في ضاحية بيروت.
القضاء المصري يحمل سيف العدل عالياً فيرسل رئيس المحكمة الدستورية ليترأس البلاد بعد انقلاب على الدستور، يضع الرئيس المنتخب في سجن طره وبعد أيام يخرج الرئيس الديكتاتور من نفس السجن. (يبرر حارس «مجنون» لوكالة أنباء خيالية بأن السجن لا يحتمل رئيسين.)
الأردن لا يريد إلا كل خير لسوريا ولا يتدخل بالشأن السوري ولكن هذا لا يمنع من التحضر لحرب كيميائية قبل يومين من اتهام دمشق بشن هجوم كيميائي.
في تونس أمينة تنفصل عن «فيمن»… ولكنها تتابع التعري بحثاً عن ممول لجمعية المتعريات الأوكرانيات.
المواطن العربي أيضاً أصيب بالجنون فهو يتابع الأخبار يومياً …وبعض المواطنين يعلق على «فيسبوك» وكأن لا جنون في الأوضاع الحالية.