اعتبر الرئيس السوري بشار الأسد في حديثلصحيفة “ازفستيا” الروسية، أن الأمن السوري اليوم يتعامل مع مجموعات فردية، ومع جيوش إرهابية من منطلق أنهم أولاً لديهم الأيديولوجيا الراديكالية نفسها، أمثال الظواهري، وثانياً لأنهم يحصلون على المال من المصادر نفسها. وأضاف “هناك عدو يحتل بعض الأراضي، نحن كل يوم نتعامل مع إرهابيين يتسللون إلى القرى وعلى مشارف المدن. هم المجرمين الذين يقتلون الأبرياء، ويدمرون البنى التحتية”.
عن موضوع الربط ما بين سوريا إسرائيل، يرى الأسد أن العلاقة تتوضح أكثر امام الرأي العام ما بين “الإرهابيين” والدولة الإسرائيلية، من خلال استقبال جرحاهم، “إن كانت تلك المجموعات الإرهابية تكره إسرائيل فعلاً، فلماذا تلجأ إلى مستشفياتها، ولماذا يحاربون الدولة في كل من مصر وسوريا بدل من أن تفتح عملياتها ضد إسرائيل؟ ودعنا لن ننسى أن من أسس هذه المجموعات هي الولايات المتحدة الاميركية في بادئ الأمر”.
وتوجه الرئيس الأسد إلى رؤساء دول العالم، بالإشارة إلى أنه كان يجدر بهم التعلم من دروس الـ50 سنة الماضية للإنتباه بان الحروب كافة من حرب فيتنام فشلت حتى الآن، وأن تلك الحروب لا تجلب سوى الفوضى وعدم الإستقرار في الشرق الأوسط والعالم.
وأضاف الأسد: أود أن أوضح أن الإرهاب ليس ورقة رابحة في الجيب، والتي يمكن أن تأخذ بها واستخدامها وقتما تشاء، ثم توضع على جنب مرة أخرى. الإرهاب، مثل لدغة العقرب في أي وقت. وفقاً لذلك، فإنه لا يمكن أن يكون المرء مع الإرهاب في سوريا، وضده في مالي. لا يمكنك دعم الإرهاب في الشيشان وشن حرب ضده في أفغانستان”.
وشدد الأسد قائلاً: “لن تتحول سوريا إلى دمية في يد الغرب، نحن دولة مستقلة، وسنحارب الإرهاب، سوف نبني بحرية العلاقات مع تلك البلدان التي نرغب بها من أجل الشعب السوري”.
اما بشأن استعمال السلاح الكيميائي، فرأى الأسد أن التصريحات الغربية بهذا الشأن هو إهانة للحس السليم، واصفاً الكلام الغربي بـ”الهراء”.
وطرح الأسد مجموعة من الأسئلة في هذا الشأن:
– كيف يعتزمون جمع الأدلة وبيننا مسافة قارات وليس فقط دول؟
– اتهمنا بالكيميائي وبعد يومين فقط أعلنت الحكومة الأميركية بداية جمع الأدلة؟
– كيف يمكن للحكومة استخدام الكيميائي – أو أي من أسلحة الدمار الشامل الأخرى – في مكان حيث تتركز قواتها؟
وأعاد الأسد التأكيد أن هو أول من طالب بلجنة دولية للتحقيق في جرائم الحرب في سوريا، لافتاً إلى أن روسيا لن تسمح بمرور تفسير للوثائق على وتر المصالح السياسات الأميركية والغربية.
وفي موضوع التدخل العسكري، فلفت الأسد إلى أنها ليست المرة الأولى التي يلوح الغرب بهذا الامر، “واليوم حاولوا إقناع روسيا والصين في مجلس الأمن ولكنهم فشلوا،.. إن الوضع هنا يختلف عن الوضع في مصر وتونس، فسيناريو <الثورة العربية> لم يعد مقنعاً”.
وأشار إلى أن العقبة الاخرى التي تقف أمام التدخل العسكري هو أنه في حال حصوله، لا يمكن القول أن ما يحصل في الداخل السوري هو ثورة الشعب حيث الإصلاحات هي المطلب، “في هذه الحالة، يمكن لقادة الغرب، ولا لمواطنيها، القول “نحن نذهب إلى سوريا من أجل دعم الإرهاب.”
وأضاف الأسد: “نعم، في الواقع، يمكن للقوى العظمى أن تطلق العنان لحرب، ولكن هل يمكن الفوز؟”.
وفي سياق آخر، لفت الرئيس السوري أنه من الممكن أن يقوم بزيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال الفترة المقبلة من أن اجل بذل كل جهد ممكن لحل الأزمة السورية، مؤكداً أن هدف الولايات المتحدة هو تقليص دور روسيا في الساحة الدولية، بما في ذلك عن طريق الضغط على “المسألة السورية”، معتبراً ان روسيا اليوم “ليس حماية الرئيس أو حكومة بشار الأسد والشعب السوري، يمكن أن تختار أي رئيس وأي حكومة، من أجل الدفاع عن مصالحها في المنطقة”.
عن الأسلحة الروسية ومنها عقد توريد سلاح S-300، اعتبر ان جميع العقود المبرمة مع روسيا تنفذ، وليس لأزمة ولا ضغوط من الولايات المتحدة وأوروبا ودول الخليج أن تمنع تنفيذها، “روسيا تزود سوريا ما هو مطلوب لحمايتها، وحماية شعبها”.
اما عن مؤتمر جنيف 2، توقع الأسد عدم إمكانية البدء بالحوار بشأن الإتجاه السياسي حتى يتوقف دعم الإرهاب في الخارج.