قال متحدث باسم الأمم المتحدة يوم الجمعة إن فريق خبراء الأسلحة الكيميائية التابع للمنظمة الدولية انتهى من جمع العينات والأدلة فيما يتعلق بهجوم كيماوي مزعوم أدى إلى مقتل مئات الأشخاص في ضواح قرب دمشق الاسبوع الماضي وقالت الامم المتحدة يوم الجمعة ان تحليل العينات التي جمعها المبعوثون قد يستغرق اسابيع.
وجاء إعلان الأمم المتحدة بأن الخبراء لن يقدموا النتائج على الفور في الوقت الذي أشارت فيه واشنطن إلى ان التحقيق لن يكون له تاثير على قرارها بشأن مهاجمة سوريا ردا على الهجوم الكيميائي المزعوم. وقال دبلوماسيون إن روسيا تأمل في استغلال الوقت اللازم لاكمال التحقيق لإبطاء أي مساع لشن ضربات جوية.
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة مارتن نسيركي للصحفيين إن الفريق سيغادر سوريا السبت لكن سيعود لاحقا للتحقيق في عدة هجمات أخرى مزعومة في سوريا خلال الصراع المستمر منذ عامين ونصف العام. وقال “العينات التي جمعت ستؤخذ لتحليلها في معامل محددة.” ولم يحدد جدولا زمنيا لموعد اكتمال التحليل لكنه قال إن كل العينات تحتاج إلى تحليل كامل. وقال “هذه ليست عملية انتخابية حيث توجد استطلاعات لآراء الخارجين من اللجان ونتائج أولية.”
وأضاف “هذه عملية علمية. النتيجة الوحيدة التي يعول عليها هي نتيجة التحليل في المعامل وتحليل الأدلة التي جمعت من خلال شهود العيان إلى غير ذلك.”
وكان المتحدث يتحدث للصحفيين في الوقت الذي كان الامين العام للامم المتحدة بان جي مون يلتقي مع مندوبي الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الامن الدولي لاطلاعهم على احدث التطورات في تحقيق الامم المتحدة في سوريا. ولم يعط مندوبو الدول الخمس وهي فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة وروسيا والصين تفاصيل ماجرى في الاجتماع للصحفيين.
ولكن دبلوماسيين قالا لرويترز ان بان ابلغ المندوبين الخمسة ان تحليل العينات قد يستغرق فترة تصل الى اسبوعين. وقطع بان زيارة لاوروبا وسط قلق من ان الدول الغربية تستعد لتوجيه ضربات عسكرية لسوريا لمعاقبة حكومة الرئيس بشار الاسد على ذلك الهجوم الكيميائي. وتنحي حكومة الاسد باللائمة في الهجوم على مقاتلي المعارضة شأنها في ذلك شأن حليفتها روسيا.
وقالت فرنسا الجمعة انها مازالت تؤيد القيام بعمل عسكري لمعاقبة نظام الاسد ومضت واشنطن قدما في خطط القيام برد على الرغم من اعتراض البرلمان البريطاني على توجيه ضربة عسكرية.
وقال دبلوماسيون في الأمم المتحدة إن روسيا ربما تدعو إلى اجتماع طارئ لمجلس الأمن في مطلع الاسبوع لحث الدول على انتظار نتائج تحقيق الأمم المتحدة قبل اتخاذ أي قرارات. وقال دبلوماسي غربي لرويترز “ترغب روسيا في استخدام مجلس الأمن والوقت اللازم لإصدار تقرير بشأن تحقيق الأمم المتحدة لإبطاء قوة الدفع باتجاه تحرك.”
وردا على سؤال بشأن شائعات عن أن محققي الامم المتحدة غادروا سوريا بالفعل قال نسيركي إن الخبراء لا يزالون هناك وسيغادرون يوم السبت لكن مترجمين وبعض المساعدين غادروا بالفعل. وفي وقت سابق هذا الأسبوع طلب مبعوث سوريا لدى الأمم المتحدة من المنظمة الدولية أن تأمر الخبراء الموجودين في دمشق بالتحقيق في ثلاثة هجمات للمعارضة قال إن القوات السورية استنشقت فيها غازا ساما. وقال نسيركي إن الفريق بدأ تحقيقا في تلك المزاعم يوم الجمعة. وقال “زارت البعثة اليوم مستشفى عسكريا حكوميا في دمشق في إطار تقييمها للمعلومات التي قدمتها سوريا بشأن هذا.” وأضاف أن المحققين سيواصلون عملهم عندما يعودون إلى سوريا.
وكان الفريق يهدف في البداية للتحقيق في ثلاثة حوادث لكن هجوم الأسبوع الماضي أصبح الأولوية بالنسبة له.