- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

انقاذ كنوز سوريا الأثرية من النهب

مأمون عبد الكريم متحدثاً إلى «برس نت»

مأمون عبد الكريم متحدثاً إلى «برس نت»

باريس – هارولد هيمان – خاص «برس نت»
بينما ينكب السياسيون والديبلوماسيون والمعارضة والحكومات على ملفات الحرب الأهلية في سوريا من الكيميائي إلى التدخل الخارجي مروراً بالمذابح، يظهر ملف الآثار السورية المنهوبة بين حين وآخر.
نظمت اليونيسكو في ٢٩ الشهر الماضي  في باريس
لقاء حول «إنقاذ التراث السوري» حضره عدد من الأخصائيين أعقبها «مؤتمر صحافي محصور» بين الأخضر الإبراهيمي الديبلوماسي المكلف من قبل الأمم المتحدة بملف  الحل السياسي في سوريا  وعدد من الصحافيين، بعد أن استلم أيضاً ملف التراث الحضاري في سوريا.
وكانت رسالته بسيطة جداً: إن الوضع الإنساني في سوريا هو بمثابة كارثة والتراث الوطني لحضارة تعود إلى بداية التاريخ ومهمة جداً للإنسانية، هو في خطر  شديد.
فقد دمرت الاشتباكات مواقع ومباني تاريخية في أرجاء البلاد من الجامع الأموي في حلب إلى قلعة الحصن التي تعود الى الحروب الصليبية في القرن الثالث عشر، وقلعة صلاح الدين وعدد من القرى التي يعود إنشاءها إلى آلاف السنين، والمسؤول هو المعارضة المسلحة والنظام على حد السواء.
ويقول مأمون عبد الكريم لـ «برس نت» إن مدينة ماري التي تعود إلى ما قبل العهد المسيحي شهدت «١٠٠٠ غزوة نهب»، ويضيف يوجد في سوريا ١٠ آلاف موقع أثري ولا يوجد أكثر من ٢٥٠٠ موظف في المديرية.  وكشف أن الأثار المنهوبة يتم نقلها إلى بلاد مجاورة حيث يتم بيعها إلى أفراد، ولا يتردد من القول «إن الآثار النهوبة موجودة في بيروت رغم محاولات الجمارك اللبنانية التي وضعت يدها على عدد ضئيل جداً من المسروقات». وتقوم بعمليات النهب مجموعات منظمة تدخل إلى مناطق القتال حيث لم يعد هناك قانون ولا نظام.

جامع

جامع العمري

يقول عبد الكريم إنه موظف في جامعة دمشق ولا علاقة  له مباشرة مع الحكومة وبالتالي فهو «لاسياسي». وهو معروف في الأوساط العلمية الفرنسية وله قنوات مع النظام ومع المعارضة ولا يريد أن يعرف من يطلق النار على من، فكل همه هو إنقاذ الآثار. وقد نجخ في تحويل بعض المواطنين في المناطق إلى «حراس للمواقع الأثرية». وويبرر ابتعاده عن اسلياسة والسياسيين بأن مجرد الحديث بالسياسة يسحب ثقة المواطنين منه. ويتمنى أن لا يصيب التراث الأثري السوري ما أصاب تراث العراق الذي نهب بنسب كبيرة جداً.
وكانت منظمة الامم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) قد حذرت ببيان يوم اللقاء من أن التراث الثقافي الثري في سوريا يتعرض للتدمير جراء الصراع الدائر هناك والذي دخل عامه الثالث . وقال فرانشيسكو باندارين المدير العام المساعد في يونسكو إن الاضرار التي لا يمكن إصلاحها تأتي من نهب التحف من المواقع الاثرية لتصديرها. وقال باندارين “شاهدنا هذا في العراق وافغانستان وليبيا ومالي … إنه أحد الآثار الجانبية المعتادة للحرب. للأسف من الصعب جدا إيقافه.”
وقالت يونسكو إن صورا التقطت بالأقمار الصناعية قبل الأزمة وبعدها في مدينة افاميا التاريخية تعرض بوضوح نطاق النهب والدمار. وقالت المنظمة إنه تم التعرف على أشياء نفيسة كانت معروضة للبيع في بيروت وصادرت الشرطة الدولية (الانتربول) 18 فسيفساء سورية و73 قطعة فنية أخرى على الحدود اللبنانية. وناشدت الدول المجاورة تحسين السيطرة على الحدود ومكافحة تهريب الآثار.