حث البيان الختامي للاجتماع الوزاري لجامعة الدول العربية في القاهرة الأمم المتحدة والمجتمع على “اتخاذ الاجراءات الرادعه واللازمه ضد مرتكبى هذه الجريمه التى يتحمل مسؤليتها النظام السورى ووضع حد للانتهاكات وجرائم الاباده التى يقوم بها النظام السورى منذ اكثر من عامين.”
وامتنع لبنان والعراق والجزائر عن تأييد نص القرار مثلما فعلوا مع قرارات مماثلة في الماضي. وعضوية سوريا معلقة في الجامعة العربية. وسلط الاجتماع الضوء على الانقسامات بين السعودية ومصر بشأن كيفية معالجة الازمة السورية. إذ كانت مصر قد قالت انها تعارض التدخل العسكري الخارجي في سوريا ولكنها لم تصوت ضد القرار. إلا أنها كانت قد تلقت وعودا من السعودية بالحصول على خمسة مليارات دولار لتعزيز احتياطياتها المتراجعة من النقد الاجنبي
وقال وزراء الخارجية العرب ايضا انه “يجب محاكمة المسؤولين عن الهجوم كمجرمي حرب.” وقال وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل ان ادانة سوريا بسبب هذا الهجوم بالغازات السامة ليست كافية. واضاف ان الاعتراض على القيام بعمل دولي على اساس انه “تدخل خارجي” لم يعد مقبولا.
وقال الفيصل “أي معارضة لأي اجراء دولي لا يمكن إلا وأن تشكل تشجيعا لنظام دمشق للمضي قدما في جرائمه واستخدام كافة أسلحة الدمار الشامل.”
ومضى يقول “لقد ان الاوان ان نطالب المجتمع الدولى بتحمل مسؤلياته واتخاذ الاجراء الرادع الذى يضع حدا لهذه المأساة التي دخلت عامها الثالث فالنظام السورى فقد مشروعيته العربية.”
ويقول مسؤولون امريكيون ان الهجوم اسفر عن سقوط 1429 قتيلا.
ووعد قرار الجامعة العربية “بتقديم كافة اشكال الدعم المطلوب للشعب السورى للدفاع عن نفسه وضرورة تضافر الجهود العربية والدوليه لمساعدته.
وكان رئيس “الائتلاف الوطني السوري” المعارض احمد الجربا قد طالب جامعة الدول العربية بدعم عملية عسكرية ضد سوريا. وقال الجربا، في كلمة له خلال اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة لمناقشة الازمة السورية، إن “النظام السوري يستخدم القتل والارهاب مدعوما من ايران وحزب الله”.
واضاف ان “سوريا تشهد كارثة ولا سيما في الشق الانساني”، مشيرا الى ان “مقاتلين من حزب الله وايران يقتلون ابناء الشعب السوري اضافة الى ميليشيات عراقية”. وسأل: “ما الذي يمكن الانتظار من اجله بعد سقوط آلاف القتلى والجرحى؟”.
بينما رأى وزير الخارجية الليبي محمد عبد العزيز ان التطورات الخطيرة في سوريا، بعد استخدام السلاح الكيميائي، تتطلب منا التعامل مع الازمة بطريقة اكثر فاعلية للحد من معاناة الشعب السوري، مطالباً بمحاكمة دولية عاجلة لكل المتورطين باستخدام “الكيميائي”.
وقال عبد العزيز، في كلمة له بعد تسلمه رئاسة الدورة الحالية لمجلس وزراء الخارجية العرب، ان “الأزمة السورية بات لها تداعيات اقليمية تتطلب اعادة تقييم الوضع”، لافتاً الى ان “اوضاع ملايين النازحين واللاجئين السوريين تولد اعباء ثقيلة تتحمل الدول المضيفة اعباء كبيرة منها”.
من جهة أخرى، اكد عبد العزيز ان “القضية الفلسطينة والصراع العربي الاسرائيلي يبقيان في قمة اولوياتنا، ونحن نتطلع الى تبادل وجهات النظر خلال هذه الدورة حول الدور الذي يتوجب ان يقوم به المجلس الوزاري العربي دعما لهذه المفاوضات وتحقيق وحدة الصف الفلسطيني”.
في المقابل رأى وزير الخارجية المصري نبيل فهمي أن سوريا تقترب من مخاطر التفكك والتقسيم، مشيراً إلى أنها أصبحت مكاناً للمتطرفين وصار القتل على الهوية فيها.
ولفت فهمي، في كلمة له خلال اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة لمناقشة الازمة السورية، الى أن “تحقيق آمال الشعب السوري لن يتم الا من خلال العملية السياسية وانعقاد مؤتمر جنيف 2، لان الحل السياسي هو الحل الافضل لحل الازمة السورية”.
وحذر فهمي من التدخل الاجنبي في سوريا، محملاً “النظام السوري المسؤولية تجاه الشعب في ما يحدث في البلاد من قتل وتدمير”.