- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

القرار أميركي والتصويت إسرائيلي

Najat 2013_2نجاة شرف الدبن

فاجأ الرئيس الأميركي باراك أوباما الجميع في قراره تأجيل الضربة العسكرية الأميركية لسوريا رغم إقتناعه بوجود أدلة على تورط النظام باستعمال الأسلحة الكيميائية ، في إنتظار عرض القرار على الكونغرس الأميركي لأخذ موافقته عليه . هذا الموقف لأوباما والذي خيب الآمال لفريق واسع من المعارضة السورية الى الدول الخليجية ، وصولا حتى الى حليفته الثابتة إسرائيل ،  حاول وزير خارجيته جون كيري المرتاح لموقف مجلس الشيوخ الداعم لموقف أوباما ، الدفاع عنه متنقلا بين قنوات التلفزة الأميركية واصفا قرار أوباما باللجوء الى الكونغرس ب ” الشجاع ” وبأن ذلك يفتح المجال أمام بناء قضية ليس فقط للكونغرس وإنما أيضا للرأي العام مشيرا الى وجود أدلة دامغة لعرضها .
القرار الأميركي  هذا أحدث جدلا واسعا في الصحافة الغربية والأميركية ، منهم من إعتبره تراجعا في الموقف الأميركي وبالتالي تراجعا في الدور القيادي للولايات المتحدة في الشرق الأوسط ومنهم من رأى فيها رسالة فحواها أن الإدارة الأميركية تفتقر الى الزعامة الحازمة وهي مترددة ومرتبكة، وذهب البعض الى وصف أوباما بأنه ” رئيس حرب من دون حزب حرب ” في محاولة للقول بأن قراره غير مدعوم شعبيا .
وعلى الرغم من تطرق العديد من المقالات الصحافية للحديث عن أسباب لجوء أوباما للكونغرس وخلفيات هذا القرار ، ومنها حيازته على جائزة نوبل للسلام والتحسب لردود الفعل غير المضمونة على الضربة العسكرية خاصة للدول المحيطة وعلى رأسهم إسرائيل  ، وعدم الحصول على تفويض  عربي كامل نتيجة الخلاف في الجامعة العربية ،  وتراجع بريطانيا بعد تصويت مجلس العموم ، ورفض ألمانيا وعدد من الدول الأوروبية ، إلا أن عين المراقبين بقيت شاخصة باتجاه الصمت الإسرائيلي والذي أكده رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو وطلب من وزراءه عدم إطلاق التصريحات ، مشيرا الى أنه لا يوجد غرف للتصريحات الخاصة وهي لا تخدم المواطنين الإسرائيليين ، وإقتصر موقفه على القول ” إننا جاهزون لكل السيناريوهات ” .
هذا الموقف الإسرائيلي الصامت والمتردد في آن عبر عنه سفير إسرائيل في الولايات المتحدة مايكل أورن بقوله ” لا يمكن الإدعاء أو الإعتبار أنه بسبب إسرائيل على أميركا ان لا تتحرك ” مستدركا بالقول  ولكن ” لا يجب أن نتورط في التصويت ” في إشارة الى النفوذ الإسرائيلي في الكونغرس الأميركي والى إمكانية التأثير على القرار الذي سيصدر عنه ، ومشهد التصفيق الذي حظي به سابقا نتانياهو في الكونغرس لا يزال حاضرا في أذهان الكثيرين . وهذا النفوذ بدا واضحا أيضا في البيت البيضاوي من خلال التنسيق من قبل الرئيس الأميركي  ، الذي حرص على الإتصال هاتفيا بنتانياهو قبل أربع ساعات من إعلانه عن تأجيل الضربة ، لإبلاغه بالقرار مباشرة .
عدم الحماسة الأوبامية للضربة  يقابلها أغلبية في إسرائيل تنفست الصعداء عندما سمعت قرار تأجيل الهجوم لأن 75 بالمئة من الإسرائيليين لا يثقون أنهم سيكونون بمنأى عن الخطر في حال وقوع الحرب ،  وفي الإنتظار تساؤلات عديدة تطرح في المرحلة الفاصلة عن إمكانية أن يتراجع الرئيس الأميركي عن القرار في حال رفض الكونغرس  أو الذهاب الى الحرب وحيدا أو مدعوما بقبول الكونغرس ؟ وفي جميع الحالات العين على إسرائيل لأي قرار ستصوت ؟