باريس – بسّام الطيارة
في الوقت الذي تعلن فيه الأمم المتحدة أن أكثر من مليوني لاجئ سوري فروا من الحرب الأهلية في سوريا وأن نحو ٥٠٠٠ شخص في المتوسط يلجأون إلى جيران سوريا كل يوم، ويقول أنطونيو غوتيريس رئيس المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة “أصبحت سوريا محنة هذا القرن الكبرى- كارثة إنسانية مشينة تسببت في معاناة وتشريد لا مثيل لهما في التاريخ الحديث.” وتطالب المفوضية العليا لشؤون اللاجئين فرنسا بفتح أبوابها أمام اللاجئين للتخفيف من أعباء استقبالهم في الدول المحيطة، وهي طلبت من أوروبا استقبال ١٠ آلاف لاجئ وهو رقم رمزي إذا قورن بخروج ٥٠٠٠ سوري يوميا من بلادهم.
في الوقت الذي يعلن فيه الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند في مؤتمر صحافي أن فرنسا “مستعدة لمعاقبة الذين اتخذوا القرار الدنيء باستخدام الغاز ضد الأبرياء” في سوريا، وإنه سوف يتحمل مسؤوليته الدستورية التى تعطيه الحق فى توجيه ضربه عسكريه تجاه النظام السورى ،متجاهلا بذلك الأصوات المعارضة داخل البرلمان. يشير تقرير المفوضية إلى أن باريس استقبلت «فقط» ٧٠٠ لاجئ ولم تجب حتى الآن على طلب الموفوضية بعكس ألمانيا والنمسا والسويد والنروج وسويسرا.
إلا أن هذا الرفض لاستقبال لاجئين لا يمنع المخابرات الفرنسية بالتعاون مع المخابرات التركية من «تهريب» ٥ عائلات سورية بمساعدة المعارضة لأسباب سياسية تتعلق بـ«ضرب سوريا» لمعاقبة النظام.
فقد علمت «برس نت» أن سبب طلب إخراج هذه العائلات هو كونها من ضحايا القصف الكيميائي على منطقتي المعضمية ودوما في ٢١ آب.اغسطس الماضي، وتريد السلطات الفرنسي إجراء فحوصات مخبرية وتحليلات طبية لأفرادها الذين تلقوا جرعات من المواد الكيماوية حسب قول المعارضة في الغوطة الدمشقية.
وتصب هذه الجهود في إطار «تصحيح» مسار البراهين التي قدمتها السلطات الفرنسي حول استعمال السلاح الكيميائي من قبل النظام. إذ أن الأمم المتحدة رفضت «الدفعة الأولى من العينات» التي نقلتها المخابرات الفرنسية على أساس أن «سلسلة المعالجة» لهذه العينات لم تتبع الأصول العلمية، بينما يبدو أن كل العينات التي تحصل عليها باريس من أفراد المعارضة وعبر ناشطين خالية من غاز السيرين. حتى العينات التي تم رفعها مباشرة من رجال المخابرات الفرنسية في الغوطة، من نفس الأمان التي عمل بها فريق المفتشين تبين أنها «خالية من الغازات السامة» حسب قول خبير مقرب من هذا الملف. إلا أن هذا الخبير يشدد على أن «طبيعة غازات الأسلحة الكيميائية لا تترك أثراً بعد فترة وقت معينة» ما عدا غاز الخردل. إلا أن كشف أن «بحوثاً معمقة في مختبرات مجهزة جيداً» يمكنها أن تصل إلى نتائج مضمونة علمية و«تعيد كتابة سلسلة انتاج السلاح الكيميائي» وبالتالي تصل إلى مصدر التصنيع والأهم من ذلك «تاريخ مزج الغاز السام بغاز خفيف يحمله عبر الأثير» عند إطلاق المقذوفة.
ويبدو أن هذا ما تسعى إليه الأمم المتحدة والمختبرات التي استلمت العينات التي رفعها الفريق الأممي الذي آكي سيسلتروم ، ما يشير إلى أن البراهين التي قدمها الفرنسيون حتى الآن تفتقر إلى مصداقية عليمة. ولربما هذا ما يفسر جملة الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند الغامضة عندما قال «عندما تجتمع لدي المعطيات التي انتظرها سوف أقول ما سنفعله». فاعتبر البعض أنه ينتظر الضوء الأخضر الذي يمكن أن يعطيه الكونغرس للرئيس باراك حسين أوباما بينما في الواقع يريد هولاند أن «يكون متأكداً أولاً من الاستعمال العسكري للسلاح الكيميائي ثانيا الوصول إلى من يقف وراء هذا العمل.