- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

المصالحة الفلسطينيّة… لقاءات لا تنهي الإنقسام

لا انعكاس على الأرض للقاء عباس ومشعل

رام الله ــ فادي الهاني

صحيح أنها التقيا في القاهرة في محاولة لإنهاء الانقسام، لكن الأمر بات معروفاً حتى للطفل في فلسطين، بأنه اقتسام للمصالح، وتأجيل لما يمكن تأجيله، حتى انتهاء القيادة الفلسطينية مما بدأت فيه، وحتى تقرر حماس خطواتها المقبلة في ظل الوضع المتأزم في سوريا، “مقرها المؤقت”، وفي ظل الربيع العربي الذي أعطى دفعة للقوى الإسلامية ولو مؤقتاً.

خلال اجتماع الرئيس محمود عباس برئيس المكتب السياسي لـ “حماس” خالد مشعل في القاهرة، كانت قوات الأمن التابعة لحماس تعتقل عدداً من القيادات الفتحاوية، بالإضافة إلى عدد آخر من  الصحافيين، الأمر الذي دعا نقابة الصحافيين الفلسطينيين في رام الله إلى الدعوة لاعتصام ظهيرة الأحد أمام مقر نواب حماس في رام الله.

موسى الشاعر، عضو نقابة الصحافيين، أكد لـ”أخبار بووم” أن هذا الاعتصام جاء بعد “تكرار الممارسات القمعية التي استهدفت الحريات العامة في قطاع غزة وأعاقت عمل الصحافيين هناك، ففي الأيام الأخيرة تم اعتقال 4 من الزملاء وملاحقة آخرين وهم صلاح أبو صلاح ومحمود ريالة وهاني الآغا وزياد عوض”.

وتحدث الشاعر عن أثر هذه الاعتقالات على أجواء المصالحة بشكل كبير، مضيفاً إلى أن الحركة لا تزال تسيطر على مقر نقابة الصحافيين في غزة والذي كان قد “احتل” قبل نحو الشهرين، حيث تم الاعتداء على الصحافيين ومصادرة بعض الأجهزة. وتمنى أن تعدل “حماس” عن ممارساتها هذه كي لا تعيق عملية المصالحة التي يطمح لها الجميع.

مظهر آخر للانقسام المستمر هي التصريحات التي أطلقها رئيس الوزراء سلام فياض في حديثه لصحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، عندما أكد بأن أحداً لم يتشاور معي بخصوص تولي رئيس وزراء جديد. وأضاف “شعوري بأن هذه الاشياء (الاقوال) مصدرها المجموعتين (فتح وحماس)، المجموعة الاولى تريد وتعتقد بضرورة منحي منصباً من باب التعاطف، حيث تعتقد بانه ليس من الجميل عدم منحي منصباً بعد هذه السنوات، وانا احترم هذا التوجه لكنني لا افكر بهذه الطريقة وحين اترك المنصب اترك خلفي شعوراً عميقا بالرضا وشعوراً بانني قمت بكل شيء، وهذا كل ما يمكن ان يتمناه من عمل في الخدمة العامة”.

أما المجموعة الثانية، يقول فياض، “تريدني وزيراً للمالية ولا تريدني رئيساً للوزراء لانها تعتقد بان “هذا الشخص مهم لنا لاستمرار تلقي السلطة التمويل”، وهذا التوجه يظهر كثيراً وبشكل اساسي في وسائل الاعلام الدولية، حيث ينظرون اليه كمحور مهم في تلقي التمويل، ولهؤلاء أقول “انا لست صرافا آليا، وهذه مناورة مفضوحة جداً والعالم سيفهم ذلك هذ الامر يشبه حصان طروادة، فأنا لم أكن مطلقا صرافا آليا ولن أكون وهذا الامر لن ينجح وحتى لم أدرس أو أبحث في هذا الأمر”.

كثيرة هي المظاهر التي تبين لك الانقسام ما أن تنظر إلى الوضع الفلسطيني، ليظهر لك أن الفلسطينيين سئموا من الطرفين، بانتظار ما ستفرزه صناديق الاقتراع “هذا إن حدثت الانتخابات” ليبقى المواطن العادي هو من يدفع ثمن هذا الاقتسام، بعد الانقسام الذي ألحقوه بفلسطين، وأهلها، وقضيتها.