
الوزراء العرب على مدخلٍ ينتظرون انتهاء اللقاء الثنائية بين كيري وسعود الفصل ثم نبيل فهمي
باريس – بسّام الطيارة
«كيري هنا وكيري هناك». عبأ وزير الخارجية الأميركي جون كيري الساحة الإعلامية الباريسية في نهاية الاسبوع وضجت الأوساط الصحافية بتحركه «اللولبي» بين وزارة الخارجية ولقاءات منفردة في السفارة الأميركية واجتماعات مع أعضاء اللجنة العربية المكلفة متابعة ملف الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
لقاء الديبلوماسيين العرب الثمانية كان في السفارة الأميركية، وفرضت الدعوة إلى المؤتمر الصحافي الذي أعقب اللقاء نوعاً من التعجب وسط أجواء «ضرب سوريا» التي حملتها رياح قمة الـ ٢٠، إذ أن الدعوة (انظر الصورة» جاءت باسم «المبادرة العربية للسلام»، ما دفع صحفياً أميركياً للتساؤل «هل توجد مبادرة عربية لحل الأزمة السورية». الإجابة جاءت من زميل فرنسي قال «كلما تستعد أميركا لضرب بلداً عربياً … يتحرك الملف الفلسطيني الإسرائيلي».
أجواء اللقاء بين كيري والـ«٨» كما نقلها ديبلوماسي لـ«برس نت» شرط كتم هويته كانت «فوضوية» لم يتردد الديبلوماسي من القول «كانت فوضى منظمة». ويشرح بأن الوزير السعودي سعود الفيصل الذي اجتمع في لقاء منفرد مع كيري بينما كان الوزراء السبعة ينتظرون، فضل أن يكون حراكه غير بارز إعلامياً رغم أنه «كان لولب التحضيرات لنقل اللقاء من أجواء فلسطينية إلى أجواء الأزمة السورية»، مع ذلك ترك المجال لوزير قطر خالد العطية بصفته رئيس اللجنة المكلفة بملف المبادرة العربية أن يقف إلى جانب كيري في المؤتمر الصحافي ليتكلم عن … سوريا.

الشكل كان للمبادرة العربية إلا أن المضمون كان ملف ضرب سوريا
فقط أربع أسئلة كانت «مبرمجة» ورداً على هذه الأسئلة باقتضاب أكد الوزير كيري أن الولايات المتحدة والجامعة العربية اتفقتا في الشأن السوري على أن نهاية هذه الحرب الأهلية تتطلب حلاً سياسياً، أضاف بشأن التهديدات بضربة لسوريا بأن واشنطن تريد فرض المعايير الدولية ضد استخدام السلاح الكيماوي، وشدد على أن واشنطن لا تريد أن تكون طرفاً في الحرب السورية.
إلا أن معلومات تسربت أشارت إلى أن «وفد اللجامعة العربية لم يكن موحد الموقف» مثل ما أراد كيري أن يظهر. وشرح الديبلوماسي أن دول مجلس التعاون الخليجي باستثناء عُمان «وقفت بقوة وراء ضرب سوريا» في حين أن مصر «أظهرت تحفظاً قوياً» وكذلك الأمر بالنسبة لفلسطين والمغرب وبدرجة أقل الأردن. إلا أن موقف مصر أثار الانتباه إن كان من ناحية الشكل أو المضمون.
من ناحية الشكل التقى كيري والوزير نبيل فهمي بشكل ثنائي كما فعل مع سعود الفيصل. ولاحظ الصحافيون الذين كانوا يقفون بعيداً في الحديقة أن فهمي كان متجهم الوجه عند توجه الوفد للقاء الموسع، بينما كان وجه سعود الفيصل بشوشاً. ويقول الديبلوكاسي أن خروج الوزير فهمي مع بداية المؤتمر الصحافي هو «إشارة لا يجب أن تغيب» .
في المؤتمر سأل صحفيٌ عن الدول المشاركة أو التي أظهرت استعدادها للمشاركة في ضرب سوريا، فأجاب كيري بسرعة «السعودية» وشرح بأنها ستؤمن «دعماً لوجيستياً وتشارك بالضربة » لأنه حسب قوله فإن السعوديين يرون أن «ضرب نظام الأسد ضروري». أما بالنسبة للدول الأخرى فقال كيري «نترك لهم أن يعلنوا من عواصمهم دعمهم للعملية» ولكنه وجه نوع من التهديد بقوله «يجب أن يأتي الجواب خلال الساعات الأربع وعشرين المقبلة». وفسر الديبلوماسي ذلك برغبة إدارة أوباما بالاستفادة من هذا الدعم في الكونغرس.
لم تحتل المسألة الفلسطينية حيزاً من الأسئلة الإبعة فقط صرح كيري «إنه يريد من الجامعة العربية أن تدعم اتفاق السلام النهائي بين الجانبين».
اللقاء الأهم جاء في الليل بين كيري وعدد من الصحافيين الأميركيين. وححسب تسريبات وصلت إلى «برس نت» فإن كيري «اعترف بأن واشنطن في مأزق» بعد أن أكد «بقوة وحرارة» بأنه لا يوجد حل إلا سياسي للحالة السورية. إلا أنه كشف بأن السلاح النووي وامتلاك سوريا للسلاح النووي يشكل «حالة عدم استقرار في العلاقات الدولية خصوصاً في المنطقة بعد أن أظهر الأسد استعاده لاستعمال هذا السلاح الشنيع». ورغم إلحاح الصحافيين حول البراهين فهو اكتفى مردداً قوله الشهير «الدليل يتحدث عن نفسه».