
كابريكو يلتقي وزوجته بعد خمسة أشهر في أيدي الكتائب الجهادية
تحدث الصحفي الإيطالي «دومينيكو كويريكو» بعد وصوله إلى بلاده بعد أن قضى فترة خمسة شهور هو وزميله البلجيكي «بيار بيسينينلدى» مختطفان في سوريا . واتهم الصحفي الكتائب الجهادية بخطفه بعد أن «باعه جنديان من الجيش السوري الحر» كانا يرافقهما «لحمايتهم». وأعطى اسم كتيبة «أبو عمر» التي باعته بعد ذلك لكتيبة «آلفاروٍق» قبل تعود وتسترده منهم. وكتب كويريكو «لقد عاملونا كالحيوانات، وبشكل سيء حقاً».
ووصف في مقاله الطويل الذي نشرت مقاطع منه صحيفة «لوموند» الفرنسية كيف نقله خاطفوه إلى مدينة القصير وكيف شهدا المعركة وهما مع الكتائب عندما اقتحم الجيش السوري بمساعدة حزب الله المدينة. ثم انتقلا إلى حمص قبل أن يعودوا وينقلهما إلى الشمال حيث مكثاً أشهر طويلة في غرفة مظلمة وكان يضربوهما من حين إلى آخر.
وقال إن هدف «بيعهما» كان واضحاً إذ أنهما «كانوا ينظرون إلينا وكأننا سلعة، شيءٌ يخدم أهدافهم، ومشاريعهم» وتابع «كانوا يضربوننا بالأرجل والعصي ولكن كانوا يحافظون على حياتنا لأن وراءها مردود». وأضاف «كانوا يعطوننا فضلاتهم لإطعامنا، وأبقونا محبوسين في غرفة دون السماح لنا بالحركة والخروج أو عمل أي شيء على مدى 150 يوماً».
واعترف الصحفي الإيطالي أن جماعة «جبهة النصرة عاملتهم برحمة وقال «الوحيدون الذين عاملونا باحترام كانوا إرهابيى (جماعة) الفاروق التابع للنصرة» الذين أبقونا لديهم مدة اسبوع » وتابع « ثم حولونا إلى مجموعة أخرى التي قامت بحبسنا، ولكن هذه المجموعة كانت الوحيدة التي أبدت تجاهنا احتراماً كبيراً، بطريقة تظهر تفهمهم لوضعنا». أما الذين خطفوهما وكانوا يحرسوهما فوصفهم بأنهم «قطاع طرق يتدثرون بالإسلام» ولم يتردد من القول «كمنا مسلمون أكثر منهم». ووصف حياتهم «يدخنون السجاير ويشاهدون التلفزيون» وقال إن البرامج التي كانوا يشاهدوه «هي أفلام خليعة ومصارعة حرة وأفلام عنف».
ووعقب كويريكو بعد ذلك بقوله «التقيت بمئات الأشخاص الذين لا يعرفون أبسط معاني الرحمة، أو التفهم لحالة المعاناة لإنسان آخر» ووصف ما عاناه بأنه كان «في بلاد الشر».
وكان كويريكو قد سئل في مقابلة مع راديو «راي ١» عن مدى صحة ما تحدث عنه رفيقه في الحجز البلجيكي بيسينين من سماعه حواراً بين خاطفيهم بشأن استخدامهم السلاح الكيميائي فأجاب مؤكداً سماعه هو أيضاً لذلك الحوار . وقال «كان النقاش بين ثلاثة أشخاص لا أعرف شيئاً عن هوياتهم. أحدهم قدّم نفسه على أنه جنرال في الثورة، ولم أتعرف لا على اسمه ولا على لقبه. والإثنان الآخران كانا بالنسبة لنا مجرد أصوات. كانوا يتحدثون عبر سكايب ويقولون أنها كانت عملية قاموا بها مرة واحدة، أقول ذلك وليس لدي برهان على إن كان الحديث يدور عن أحداث واقعية».