- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

خطاب أوباما بين الذكاء والتخبط

Harold BFM TVهارولد هيمان
إنه نوع جديد من الخطابات السياسية المسلية والمضحكة لولا أنها تمس مسائل دراماتيكية مؤلمة. يقول الرئيس الأميركي باراك أوباما في خطابه الأخير إن الضربات ما زالت مسلطة فوق رأس سوريا. ولكنه يستطرد بأنه يترك الديبلوماسية تفعل فعلها في المبادرة الروسية. إذا مفاد ما يقول وهو ما لا يذكره إنه يوقف الضربات … للمرة الثانية…
بعد ذلك يخوض أوباما في مقارنة «تاريخية» بين الأسد وصدام وهتلر إذ يعتبرهم من كبار مستعملي الغاز في القرن العشرين ولكنه يفعل من دون أي تميز أو ترتيب بين الجرائم ضد الإنسانية وبين المجازر. يذكرنا هذا بأن أوباما رجل درس القوانين الدستورية ولكنه لا يبرع بعلم التاريخ.
بعد ذلك يعود أوباما ليبر سبب اللجوء إلى الكونغرس ثم العزوف عن الكونغرس.  بالطبع يقول إن ذلك جواب على المبادرة الروسية.
وفي حال كانت ضغوط أميركا وفرنسا هي التي دفعت بوتين لإطلاق مبادرته تكون خطة أوباما رائعة لأنه أخافت بوتين من انتصار للقاعدة وخسارة سوريا كحليف في المنطقة.
ولكن في حال كان تصرف أوباما نوع من التخبط فذلك يدل على أنه من السياسيين الهواة. ويبدو أن هذا هو ما حصل.
ويبدو هذا جلياً في الخطاب الأخير، الذي يمكن اعتباره أحد أكثر الخطابات البعيدة عن المنطق ففي تاريخ الجدلية. وهو يغوص في الشقين: إما حساب ذكي أو تخبط غبي ويضيع بينهما.
والذي يسمح لأوباما بمثل هذا الخطاب اللامنطقي هو قوله «نحن الولايات المتحدة» (we are the United States).
خطاب فرنسا كان لم يلون بمثل هذا اللامنطق. ولكن علينا أنا لا نهرع ونرفع شعار «نحن فرنسا» (Nous sommes la France) فقد تنقلب الأمور ونضطر لاستعمال اللامنطق لتغير موقفنا.

Harold Hyman