- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

سوريا: قلق المؤسسة العسكرية الفرنسية

Georges Malbruneau photoجورج مالبرونو

حين جمع الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند «مجلس حرب»  للمرة الثالثة حول المسألة السورية، هذا ما قاله لي مصدر عسكري خبير بالعمليات الحربية في الخارج. وما قاله لي يظل قائما رغم تراجع قرار الضرب بعد المبادرة السورية.
يقول: إن ضربات جوية لا يمكن التخطيط لها إلا في حال تم التحضير لعمليات على الأرض تكمل العملية وهذا يجب أن يكون من مهمات المعارضة المسلحة. إلا في حال كانت عمليات استراتيجيةعند ذلك عليها أن تكون حاسمة لقلب الموازين بشكل جذري ويجب أن تكون كثيفة وراديكالية بحيث لا ضرورة لتكرارها.
يتابع: يتحدثون عن «عملية غير حاسمة ومحدودة» وهذا مغاير لقوانين الحرب.
هذا ما يسبب بعض القلق في وزارة الدفاع، فيصفون المسألة بأنها «عوجاء». من هنا تحفظ العسكريين.
أما عملية «العقاب» فليس لها تعريف في القاموس الحربي. وهذا يفسر التلبك الحاصل لدى العسكريين أكان من ناحية اختيار الأهداف أم الأسلحة الواجب استعمالها أو كيفية تجنب إصابة أهداف مدنية.
من هنا نلاحظ أن تعابير هولاند بدأت تميل نحو كلمة «ردع» وهذا يبدو أكثر واقعية من الناحية العسكرية. فالردع في القاموس العسكري مرادف لـ«الضبابية»: أي الإعلان عن رد عسكري من دون تحديد متى وأين وكيف. أي أن الردع يذهب في اتجاه العمليات المسبقة من دون تحديد توقيتها.
وأخيراً ما «يزعج» العسكريين هو عدم الأخذ بعين الاعتبار لـ«ما بعد الضربة»، ويعتبرون أن هذا تجاهلاً وليس جهلاً.
فالخطر هو أن يلتف المواطنون السوريون حول بشار الأسد بسبب الضربة أي طائفة كان انتمائهم. كما يوجد خطر على قوات اليونيفيل في جنوب لبنان، أضف إلى خطر فقدان مصداقية الأمم المتحدة تجاه لبنان الذي تعهد بحماية قوات الأمم المتحدة، وفي حال قامت فرنسا بالمشاركة بضرب سوريا فقد يشكل ذلك معضلة للرئيس الجنرال ميشال سليمان.

Georges Malbrunot