- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

السلم الأهلي .. هلأ لوين

Najat 2013_2نجاة شرف الدين

في الوقت الذي كانت الإجتماعات فيه متواصلة من أجل إقرار الإتفاق الأميركي الروسي بشأن الأسلحة الكيميائية في سوريا ، وفي الوقت الذي كان فيه الإعلام مهتما بشأن نتائج هذا الإتفاق على الإطراف الإقليمية والدولية وحتى المحلية منهزمة ومنتصرة ، كان يدور نقاش من نوع آخر   في منطقة مرجعيون الجنوبية حول ” مناعة السلم الأهلي في لبنان ثقافة وممارسة ومؤسسات ” . هذا النقاش المستمر منذ أكثر من ثلاثة وعشرين عاما ، بعد إنتهاء الحرب الأهلية اللبنانية في العام 1990 بعد إتفاق الطائف ، الذي أرسى قواعد دستورية جديدة للبلاد ، يبدو أنه متواصل نتيجة ضعف الدولة عبر مؤسساتها ولا سيما منها القضائية والرقابية وغياب أو تغييب الإستحقاقات الإنتخابية التي ترسي شرعية هذه المؤسسات ولا سيما منها المجلس النيابي من خال التمديد لنفسه  إضافة الى الفراغ في مؤسسة الحكومة التي تقوم بتصريف الأعمال والخوف من حدوث فراغ آخر في مؤسسة رئاسة الجمهورية في العام المقبل في حال لم يتم الإتفاق على إنتخابات رئاسية في موعدها .
مما لا شك فيه أن هواجس كثيرة تسيطر على اللبنانيين في ظل حالة الإنقسام السياسي الحاد الذي يعيشونه ما بين طرفي 8 و 14 آذار  إضافة الى التوترات الأمنية المتنقلة بين المناطق ، كما نتيجة الخلاف على الموقف من الأحداث الدائرة في سوريا ، وهو ما بدا واضحا في الجلسات التي إستمرت على مدى يومين  في قرية إبل السقي الجنوبية بين مجموعة من الباحثين والسياسيين والإعلاميين ،  للبحث في واقع السلم الأهلي وهشاشته،  في كل مرة يتعرض فيها البلد الى إرتدادات نتيجة التحولات في المنطقة ، وهو ما يعيد السؤال عن مدى قدرة هذا البلد على إعادة إنتاج  تسويات تجنبه المواجهة وبالتالي حماية هذا السلم غير المكتمل بعد ، وإبعاده عن الإنهيار أو الإنفجار.
الإرتهان للمشاريع الخارجية وتنفيذ الأجندات الدولية والإقليمية وانتظار التوافق الدولي لينعكس على الوضع اللبناني الذي يعيش حالة إنتظار قاتلة يصبح معه سلمنا الأهلي في أقل لحظاته كيانية ،   هي من العناوين التي توقف عندها المشاركون معتبرين أن الخطاب السياسي الإعلامي يأتي مواكبا لهذه الحالة ، ومع نظام قوي جداً ودولة ضعيفة جداً لأن النظام الطائفي أقوى وثقافة المجتمع أكثر طائفية .
هذا الكيان القلق كما أطلق عليه التسمية أحد المشاركين في النقاش لا يستطيع أن يكون منتجا ، وهو يقف اليوم على مفترق في إنتظار إعادة التأسيس وقد بدأت الأوراق تطرح على الطاولة من ” إعلان بعبدا ” الى مجموعة من المبادرات الحوارية من رئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي وصولا ربما الى ما كان قد طرحه أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله تحت إسم ” المؤتمر التأسيسي ” أي عقد جديد بين اللبنانيين على طريقة الطائف وما تبعها من إتفاق الدوحة .
البعض يعتبر أن الوقت ربما يكون ملائما إذا ما حصل إتفاق سياسي في سوريا ومع التقاسم الدولي والإقليمي لمناطق النفوذ الجديدة إنطلاقا من سوريا  ، أن يحصل لبنان على مرحلة إنتقالية جديدة من الإستقرار لسلمه الأهلي المهدد ، فهل يستطيع جنيف 2 أن يؤدي الى تحقيق  بيروت 1  أم سنعود للخوف والقلق على سلمنا الأهلي الدولي .. هلأ لوين ؟