قبل ساعات من صدور تقرير مفتشي الأمم المتحدة كان وزير الخارجية الأميركي جون كيري يلوح بأن الخيار العسكري ما زال مطروحاً في حال فشل المبادرة الروسية وعدم امتثال الرئيس السوري بشار الأسد. وشدد كيري في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيريه الفرنسي لوران فابيوس والبريطاني ويليام هيغ في باريس، على السعي لتفعيل المبادرة الروسية بشأن السلاح الكيميائي السوري، مشيراً إلى أن “الحكومة السورية كانت ترفض، منذ أسبوع، الاعتراف بامتلاك هذا السلاح”. وقال الوزير الأميركي “نريد سوريا علمانية تستوعب كافة الأقليات، وقد عبّرت المعارضة عن تبنيها لهذا النهج”، معتبراً أن الأسد فقد شرعيته ولا بد من تشكيل حكومة انتقالية.
ورداً على سؤال حول الاعتداءات التي يتعرّض لها المسيحيون في سوريا وكان آخرها في بلدة معلولا، رفض كيري ربط معاناة المسيحيين بالحرب، معتبراً أن «الحرب أفضت إلى الكثير من التبعات على العديد من المجموعات وليس فقط على المسيحيين» وأشار إلى «انبعاث التطرف الإيديولوجي والديني والتعصب الإسلامي في كل بقاع العالم حيث يمكن مشاهدة توجهاً لفرض وحدة المعتقد في العالم» ورأى في ذلك «السبب المباشر وراء هذه الاعتداءات».
ورفض كيري مقاربة موقف واشنطن من سلاح الدمار الشامل العراقي بالسوري، مؤكداً أن «في العراق ذهب المفتشون للبحث عن صواريخ لا يدرون أين هي» وتابع « أما في سوريا فالسلاح نعرف أنه موجود فقد اعترف النظام بوجوده».
من جهته، أكد فابيوس أن المسار السياسي هو الحل الأوحد للأزمة السورية فالخيار العسكري لن يحل شيئاً، معتبراً أن السلاح الكيميائي ليس سوى جانب من المأساة السورية فيما صيغة الأسد المفضّلة للحل هي «القضاء على المعارضة». وقبل صدور تقرير مفتشي الأمم المتحدة قال «نعلم أن التقرير سيؤكد استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا وسنعمل مع بريطانيا وأميركا على اتخاذ قرار حاسم بشأن هذا الموضوع».
وشدد فابيوس على ضرورة تقوية المعارضة ودعمها لأنه حسب قوله «لا يوجد في سوريا فقط نظام وجهاديون» منعنا أعلن فابيوس تنظيم «لقاء دولي واسع بمشاركة الائتلاف الوطني السوري» المعارض الأسبوع المقبل في نيويورك.
أما هيغ فشدد على ضرورة «وضع جدول زمني محدد لمساءلة الأسد»، مشدداً على أنه لا بد من التوصل إلى التزام حقيقي من الحكومة السورية لعدم استخدام الأسلحة الكيميائية فيما «الأولوية بالنسبة إلينا هي تفعيل دور مجلس الأمن». وإذ أكد أن الهدف هو التوصل إلى عقد مؤتمر “جنيف 2″، بالتعاون مع روسيا، رحّب بتعيين أحمد طعمة «رئيساً مؤقتاً للحكومة السورية»، مشدداً على أن «لا حل في سوريا بدون وجود معارضة منظمة».