- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

معارك بالدبابات في المناطق الكردية لتوطين الحكومة السورية المؤقتة

kurdeبيروت- «برس نت»

منذ نهاية الاسبوع الماضي وبالتحديد يوم السبت في ١٤ أيلول/سبتمبر تدور اشتباكات عنيفة بين كتائب مسلحة إسلامية وفصائل من حيش حماية الأكراد في شمال شرق سوريا. وتتميز المعارك اليوم بـ«الاستعمال الكثيف للدبابات» وهو مؤشر على تغيير في نوعية القتال بعد أن كان المعارك تأخذ شكل مناوشات وكر وفر.
شكل المعارك تغير أيضاً من ناحية مشاركة «كل فصائل المعارضة المسلحة الإسلامية» المنضوية تحت إمرة الجيش السوري الحر مثل «كتيبة الفاروق» و«أحفاد الرسول» إلى جانب «جبهة النصرة» و«الدولة الإسلامية في العراق وسوريا»  في مسعى للسيطرة على مساحة واسعة  في المناطق المحيطة بمدينة راس العين القريبة من الحدود السورية التركية والتى تتمتع بموقع استراتيجي هام لتحكمها في عدة طرق تؤدي إلى الحدود.
وتدور المعارك على خمس محاور وأكبر معركة تمت أمس الثلاثاء (١٧ أيلول/سبتمبر) كانت في محيط بلدة «عالوك» و«تل عاكوش» على بعد ٥ كيلومترات من رأس العين. وحسب شهود عيان يشارك في المعركة ما بين الـ ٨٠٠ والألف مقاتل إسلامي يواجهون مقاومة شرسة من قبل المقاتلون الاكراد التابعون لحزب الاتحاد الديموقراطي وكتائب حماية الشعب الكردي.
ويبدو أن للجيش السوري الحر عدة أهداف تقف وراء «فتح معركة كبرى» في المنطقة الممتدة طوال الحدود التركية من حلب حتى الحدود العراقية وهي كما يلي:
١- إيجاد منطقة واسعة يمكن أن تكون مركزاً لحكومة مؤقتة للمعارضة. ٢- وضع اليد على منابع النفط في المنطقة ٣- منع الأكراد من إقامة حكم ذاتي في شمال شرق سوريا كما سبق لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردستاني أن أعلن في وقت سابق.
ويبدو أن «ظهور الدبابات» في منطقة تعتبر «بوابة لعبور الحدود التركية السورية في كلا الاتجاهين» هو مؤشر على قرار تركي بمنع الأكراد من تنفيذ هذه الخطوة. ويقول مراقب غربي إن مشاركة «مدرعات» في المعركة قد قلب الموازين العسكرية على الأرض ويشير إلى الرغبة بالإمساك بالأرض وعدم العودة إلى حالات الكر والفر.
وعلى الصعيد السياسي يرى المراقب أن دمج «آلمجلس الوطني الكردي» في الائتلاف الوطني السوري المعارض يرمي إلى تبرير «الإمساك بالمناطق الكردية» رغم اعتراف الجميع بأن الألوية الكردية المنتمية للائتلاف لا تشكل قوة عسكرية على الأرض.
ويتخوف المراقبون من أن تقود تلك المعارك حزب العمال الكردستاني التركي إلى نقض الاتفاق الموقع مع السلطات التركية خصوصاً وأن هذه الأخيرة كانت قد وعدت سالم مسلم محمد خلال زيارته إلى أنقرة بالحد من دعمها للكتائب الجهادية التي كانت تحتك يومياً بقوات حماية الشعب الكردي. إلا أن وصول معدات حربية إلى القوات المعارضة ومشاركة الجيش السوري الحر قد يدل على أن أنقرة قد اتخذت قراراً بإنهاء «الحالة الكردية في شمال سوريا» مع كل ما تحمله هذه الخطوة من إمكانية إعادة فتح الحراك الكردي في تركيا. وتجدر الإشارة إلى أن محمد أوجلان شقيق الزعيم الكردي السجين عبد الله أوجلان أعلن قبل أيام أن الحزب قد يتحرك لمساندة أكراد «غرب كردستان» وه يالتسمية المستعملة للإشارة إلى مناطق أكراد سوريا.
وقد أدت المعارك قبل أسابيع في تلك المناطق إلى  فرار نحو ٣٠ ألف شخص اغلبهم من الأكراد من شمال سوريا إلى الأراضي العراقية.