- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

تقرير الأمم المتحدة: جدل ألسني يغطي على الحقائق

Harold BFM TVهارولد هيمان

لا يمكن وضع اللوم على الحكومات الغربية إذا كانت تستعمل آخز ما توصل إليه علم التواصل والإعلام السياسي في المسألة السورية. بالطبع لن يقوم أي وزير في بلد ما بمدح ما يفعله وزير دولة يناصبها العداء. وكذلك لن ينتقد أي وزير نفسه وطريقة عمله.
ما تقوله الدول الثلاث في ما يتعلق بالكيميائي السوري يتم تنسيقه بوتدجينه بشكل جماعي. وهي تؤكد بأن بشار الأسد أنكر قبل ثمانية أيام أن يمتلك أسلحة كيميائية، وها هو اليوم يقبل بتسليمها لمفتشي الأمم المتحدة لتجنب ضربة غربية. ويتمسك جون كيري ولوران فابيوس بهذا التناقض ويهللون له.
هل أنكر وجود أسلحة كيميائية؟
هيا بنا ننظر إلى ما قاله بشار الأسد في ٣ أيلول/سبتمبر قال للصحيفة الفيغارو:
سأله جورج مالبرونو: «هل كان يمكن لبعض المسؤولين أو بعض أفراد الجيش السوري أن يكونوا قد اتخذوا مثل هذا القرار دون موافقتكم؟»
الأسد يجيب: «مرة أخرى.. أؤكد أننا لم نقل يوماً أننا نمتلك مثل هذا السلاح، وسؤالك يوحي بما لم أقله ولم نؤكد أو ننفيه كدولة.. لكن عادة في الدول التي تمتلك مثل هذا السلاح يكون القرار مركزياً.
بكل الأحوال أنت تناقش موضوعاً لا نناقشه مع أحد كدولة لأنه موضوع عسكري بحت.
يظهر هنا أن الأسد لم ينكر بشكل مباشر لم يقل «أوكد لكم أني لا أمتلك أي سلاح كيميائي».
كذلك حصل مع الصحفي الأميركي شارلي روز خلال اللقاء على شبكة «سي بي إس» فقد سأله روز: «أنت لا تنكر أنك تمتلك أسلحة كيميائية؟»
الأسد يجيب: «لا. إننا لا نقول نعم لدينا أسلحة كيميائية، كما أننا لا نقول لا ليس لدينا أسلحة كيميائية سؤالك يوحي بأننا نمتلك أسلجة كيميائية. بكل الأحوال أنت تناقش موضوعاً لا نناقشه مع أحد كدولة لأنه موضوع عسكري بحت».
إذا من الناحية الجدلية لم يقل الأسد يوما إنه لا يمتلك سلاحاً كيميائيا.
أضف إلى ذلك أن تقرري الأمم المتحدة هو تقرير مرحلي طلبه بان كي مون مباشرة بعد ٢١ آب/اغسطس. إن التقرير الكامل الذي طلبه في مارس ما زال قيد التحضير ومن أحل وضعه وصل فريق الأمم المتحدة في ١٨ آب/أغسطس إلى سوريا بموافقة الحكومة السورية قبل الهجوم على الغوطة. وكان من المفترض بهذا الفريق أن يحقق في ما حصل في خان العسل حيث من المحتمل كثيراً أن تكون المعارضة قد استعملت سلاحاً كيميائياً، والحكومة السورية كانت ترى بعين الرضا مثل هذا التقرير الذي سيشير إلى استعمال المعارضة لسلاح ممنوع.
وسيكمل الفريق عمله حول مسألة خان العسل وقد أعلن بان كي مون أن الفريق سيعود إلى سوريا للتحقيق بهذا الأمر.
إذا إننا نتوجه مباشرة إلى نقطة يصلنا فيها تقرير يشير إلى مسؤولية الفريقين في استعمال أسلحة كيميائية. وهذا الأمر سيحرك المعضلة الديبلوماسية في اتجاهات عدة. هذا ما سنراه في الأيام المقبلة.
وفي عودة لسياسة التواصل الإعلامي نرى أن الحملة التي قامت بها الدول الثلاث تعتمد على تقرير الأمم المتحدة الأخير الذي لا يقول من كان وراء الهجوم، ولكن يشير بشكل غير مباشر إلى أن الهجوم تم من مناطق تسيطر عليها الحكومة. ولكن حتى في هذا المسار فإن التقرير هو تقني كثيراً ويصعب الاعتماد عليه من دون معطيات جغرافية دقيقة.
وحتى لا أبقي ما يدور في خلدي وراء ستار الغموض: يبدو أن الفريقين استعمالا الكيميائي في هذه الحرب الرهيبة إلا أنه كان على  الثلاثي الغربي التشديد على التميز بين الجيد والشرير حتى لا يصل إلى طريق مسدود. لهذا السبب شدد الوزيران كيري وفابيوس على أقوال بشار الأسد وفسروها كما يحلو لهما واستعملا التقرير لاتهامه فقط.

Harold Hyman