- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

حظر … يطال رضاعات الأطفال

دأبت الجمعيات الناشطة ومراكز البحث الجامعي على التحذير من مخاطر الـ«بيسفينول-أ» (Bisphenol-A)، من دون جدوى، إلى أن بدأت الدوائر الصحية في أوروبا تتحرك جراء وصول دراسات جديدة تشير إلى خطر استعمال هذه المادة الكيميائية، خصوصاً في أوعية الطعام والعلب البلاستيكية.
وكان  استعمال «بيسفينول-أ» مسموحاً قبل سنوات في الرضاعات البلاستيكية، قبل أن يمنع منعاً باتاً عام ١٩٩٤، إلا أن هذه المادة موجودة في العديد من المنتجات شائعة الإستعمال والمتداولة يومياً، كالأواني والأغطية والعلب البلاستيكية.
وقد أقرت السلطات الفرنسية قانوناً يحظر استعمال هذه المادة في الأوعية الغذائية، ويسري مفعوله بدءاً من أول كانون الثاني/ يناير عام ٢٠١٤.
وتشير كافة الدراسات إلى أن الـ«بيسفينول-أ» يسهّل تخزين الدهون في الكبد، ومن المفارقات أن هذه التأثيرات تكون ذات فاعلية أكبر عندما تكون جرعات «بيسفينول-أ» الممتصّة ضعيفة، أي أن عامل الزمن يلعب دورآً كبيراً في «تثبيت» المادة في جسم المرأة بشكل خاص.
وكانت الوكالة الأوروبية لسلامة الأغذية قد حددت نسبة الكمية اليومية المسموح بها لـ«بيسفينول-أ» بـ0.05 مليغرامات لكل كيلوغرام من وزن الشخص.
يُعرف «بيسفينول-أ» كمخلّ للنظام الهرموني او الغددي، وأنه «قادر على تقليد حركة الاستروجين جزئياً»، وهي الهرمونات الجنسية الأنثوية، حسب تقرير للمعهد الوطني للبحوث الزراعية الفرنسي. وأظهرت دراسات حديثة بأنّ هذه المادة تؤهب إنتاج الأنسولين من البنكرياس، وبالتالي تسهّل نموّ الأنسجة الشحميّة، وهي المكان الأساسي لتخزين الدهون في الجسم.
وقد درس المعهد الموجود في تولوز، تداعيات التعرّض المطوّل لـ«الجرعات الخفيفة» من «بيسفينول-أ» وتأثيرها على الكبد، وظهر أن لديها تأثيراً أكبر من الجرعات المرتفعة على نشاط العديد من الجينات المرتبطة بتصنيع الدهون. إذ تبين أنها تسهّل تخزين الدهون على مستوى الكبد، وهي ظاهرة يرجع إليها الأطباء تحت إسم التنكّس الدهني الكبديّ، وهذ بحد ذاته لا يشكل خطراً ولكنه يسهل ظهور تعديلات أيضية ونسيجية اخرى، ومنها أمراض داء السكري من النوع الثاني».
وكانت دراسة أميركية أجرتها كلية الصحة العامة في جامعة هارفرد قد أظهرت أن الفتيات اللواتي يتعرضن لمادة «بيسفينول-أ»، وهن ما زلن في الرحم، يعانين من اضطرابات سلوكية في الصغر (من سن الثالثة) أكثر من الفتيات اللواتي استهلكت أمهاتهن كمية أقل من هذه المادة الكيميائية.واستندت الدراسة إلى بيانات ٢٤٤ أماً وأولادهن حتى سن الثالثة في ولاية أوهايو، وأجرى الباحثون تحاليل على عينات البول لدى الأمهات في الأسبوعين الـ١٦ والـ٢٦ من الحمل وعند الولادة، وعلى عينات البول لدى أطفالهن أيضاً. وسجلوا وجود «بيسفينول-أ» في ٨٥ في المئة من عينات البول لدى الأمهات وفي ٩٦ في المئة من تلك الخاصة بالأولاد. وتبين أن الفتيات اللواتي ظهرت لدى أمهاتهن نسب عالية من «بيسفينول-أ» في البول خلال فترة الحمل يعانين أكثر من الأخريات من القلق والاكتئاب وتكاسل في النشاط.
وأظهرت دراسات سابقة علاقة بين «بيسفينول-أ» وسلوك الأولاد، إلا أن هذه هي المرة الأولى التي تشير إلى أن فترة تواجد الجنين في الرحم هي الفترة التي تؤهب عمل مادة «بيسفينول-أ» ما يترك آثارا على السلوك.