قال نشطاء في المعارضة السورية ان جماعة معارضة مرتبطة بتنظيم القاعدة اجتاحت بلدة سورية قرب الحدود مع تركيا يوم الاربعاء بعد اندلاع قتال مع وحدات من الجيش السوري الحر المدعوم من دول عربية وغربية.
واضافوا ان مقاتلين من جماعة الدولة الإسلامية في العراق والشام اقتحموا بلدة أعزاز على مسافة خمسة كيلومترات من الحدود السورية التركية وقتلوا خمسة على الأقل من افراد الجيش السوري الحر.
وهذا أعنف قتال منذ تزايد التوتر في وقت سابق هذا العام بين الجماعتين المعارضتين اللتين تقاتلان للإطاحة بالرئيس بشار الأسد.
وقد يشكل القتال معضلة للحكومة التركية التي كانت تسمح لمقاتلين إسلاميين متشددين بدخول سوريا عبر أراضيها لكنها لا تريد أن ترى وجودا قويا للقاعدة بالقرب من حدودها.
وتقع أعزاز على بعد 30 كيلومترا إلى الشمال من حلب التي استهدفتها القوات الموالية للأسد مرارا بهجمات جوية وضربات صاروخية وهي أيضا متاخمة لمعبر على الحدود التركية.
وقال الناشط أبو لؤي الحلبي إن القتال اندلع بعد أن قاوم لواء عاصفة الشمال أحد وحدات الجيش السوري الحر محاولات من جانب مقاتلي الدولة الإسلامية لخطف طبيب ألماني يعمل متطوعا في مستشفى خاص في أعزاز.
وأضاف “بعد السيطرة على إعزاز يقترب تنظيم الدولة الإسلامية من السيطرة على المعبر. هدفهم على ما يبدو هو السيطرة على منطقة الريف شمالي حلب.”
وقالت مصادر المعارضة ان وحدتين للجيش السوري الحر هما لواء الفتح ولواء التوحيد ومقرهما حلب ارسلتا تعزيزات الى معبر السلامة للدفاع عنه من هجوم محتمل للقاعدة.
وكان بين القتلي في الهجوم على أعزاز حازم العزيزي وهو نشط ينتمي الى لواء عاصفة الشمال. وكان العزيزي الذي اشتهر باسم عمر دياب قد عمل مراسلا لشبكة الشهباء برس الإعلامية للمعارضة حسبما قال نشطاء من اتباعه.
وقال النشط عبد الله طارق ان العنف قوض جهودا لاستغلال الضعف النسبي لقوات الأسد في شمال البلاد.
وقال “كل جماعة من المعارضة تراودها شكوك في الجماعة الأخرى والنظام أجاد استغلال هذا الوضع. لقد شهدنا قتالا بين الجيش السوري الحر والقاعدة وأيضا فيما بين الجيش الحر نفسه والجهاديين ضد الجهاديين.”
والى الشرق قالت مصادر المعارضة ان جماعة الدولة الإسلامية طردت يوم الأربعاء لواء أحفاد الرسول المدعوم من قطر من مناطق وسط مدينة دير الزور على نهر الفرات في معارك اسفرت عن مقتل ستة من المقاتلين في الجانبين.
وجاء العنف في دير الزور حيث لا تزال قوات الأسد تسيطر على المطار وعدة أجزاء من المدينة بعد أن طردت الدولة الإسلامية مقاتلين من جماعة أحفاء الرسول غير المرتبطة بالقاعدة من مدينة الرقة قبل اسبوع.
وقال فواز تللو أحد نشطاء المعارضة المخضرمين ان قوة الألوية المرتبطة بالقاعدة ينبع من فشل الجيش الحر في توحيد وحداته المقاتلة داخل البلاد وإحجام الداعمين الغربيين والعرب للثورة عن تزويد خصوم الأسد الأكثر اعتدالا بأسلحة متقدمة.
وأضاف تللو قوله “يبدو أن الجماعات المرتبطة بالقاعدة تقاتل أي أحد حيثما تذهب لكن لا أحد سيشكل لهم تحديا خطيرا مادام نظام الأسد ولا يتم الاستجابة إلى التماسات الجيش الحر لتزويده باسلحة متقدمة لإسقاطه.”
وأضاف قوله “الحل لمشكلة القاعدة في سوريا هو التخلص من نظام الأسد ثم بناء قوة وطنية لطردهم من البلاد.