- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

حراك «القاعدة» يغطي نصف العالم

Harold BFM TVهارولد هيمان
صدر عن أيمن الظواهري «وريث» بن لادن بياناً في ١١ أيلول/سبتمبر، إلا أن مضمونه أخذ وقتاً قبل أن يصل للعالم عبر موقع متخصص بمتابع أخبار القاعدة ومن ثم عبر الجزيرة.
دعا الظواهري  إلى مهاجمة الولايات المتحدة ومقاطعة واشنطن وحلفائها ولكن لنرى بالتفصيل ما ورد فيه: «يجب أن نجعل أميركا تنزف من خلال مصاريفها الباهظة لأمنها»، وتابع «الاقتصاد هو نقطة ضعف أميركا وهي أصلا مترنحة بسبب كل مصاريفها العسكرية التي تنفقها من أجل أمنها». وأضاف «من أجل إبقاء أميركا تحت الضغط وفي حالة استنفار يجب أن تحصل هجمات هنا وهناك. لقد ربحنا الحرب في الصومال واليمن والعراق وأفغانستان، ويجب إذن أن نواصل هذه الحرب على أرضها» داعيا “إخوانه” إلى التحرك بشكل فردي أو من خلال مجموعة من أجل “شن هذه الهجمات”.
وبالنسبة لمصر كان لظواهري كلمة خاصة بعد أن اعتقل شقيقه في مصر لدعمه الرئيس المعزول محمد مرسي فذكّر بأن بأن «شرعية أية حكومة لا تأتي من الديمقراطية بل من الشريعة». فهل يمكن اعتبار هذا دعوة للعمليات العسكرية؟؟
وفي هذه الرسالة -المليئة بالشعارات والإشارات الملتوية والتي استمرت 72 دقيقة- قال الظواهري أيضا إن أعضاء القاعدة ليسوا «إرهابيين متعطشين للدم» وهنا فهو لا يخاطب الغرب، ولكنه لربما يطمئن مؤيديه مثلما فعل هتلر الذي قال «لا أقتل الحيوانات  ولا أقتل أشخاص إلا لأن ذلك ضرورة». طالبا لظواهري مؤيديه «بتعزيز الخلايا الموجودة في الدول الإسلامية من أجل إقامة دول إسلامية». ولكن كيف يمكنهم النجاح في هذه المهمة في مواجهة دول تدافع عن نفسها؟ هذا لم يقله الظواهري.
وأشار كذلك إلى العملية المزدوجة في ماراثون بوسطن التي أوقعت في أبريل/نيسان الماضي ثلاثة قتلى وعشرات الجرحى، ووصفها بالعملية «الحسنة»، وفي هذا تذكير بضرورة استهداف أميركا حتى ولو كانت الوسائل بدائية وتثير الشفقة.
لا ينسى الظواهري التذكير بالدعوة لإسقاط «خدّام وتابعي» الأميركيين أينما كانوا. وإذا استهدفت كينيا نت قبل«الشباب» المنتمين لعدة جنسيات وهذا محبب لدى القاعدة يكون هذا أول تطبيق لدعوة الظواهري.
يجدر التذكير هنا بأن ثمانية أماكن تعرضت لعمليات جهادية من الوزن الثقيل في الأيام التي تلت بيان الظواهري: نيجيريا (١٥٦ قتيلاً على يد بوكو حرام)  واليمن (٥٦ قتيلاً على يد القاعدة في جزيرة العرب) وبيشاوار في باكستان (٧٢ قتيلاً في كنيسة أنجيليكية على يد طالبان).
وإذا أضفنا لهذه العمليات القتال الدائر في سيناء وكذلك في مالي والعراق وسوريا، يمكننا تكوين فكرة عن «سبحة الدول» التي يعمل فيها الإرهاب الإسلامي. كينيا ليست حالة استثنائية.
إن قوة القاعدة كركيزة مركزية تكمن في أنها تستطيع أن تستوعب تمرد محلي لتضمه لفضاءها الإيديولوجي.
بوكو حرام في نيجيريا تحارب المسيحيين والجيش، والتمرد في مالي يستند إلى تحرك الطوارق، بينما كينيا هي منطقة صراع مع شباب الصومال في حين أن القومية الباتشونية هي التي تحرك طالبان أساساً.
إن القاعدة أسست لكيان يغطي حراكه نصف العالم، رلكننا حتى الآن لا نتعلم من هؤلاء المتطرفين وصفاتهم لنحاربهم. إن بقاء الغرب في استراتيجية «الردع القمعي» ن تنفع في التصدي لـ«حيل السديم القاعدة» التي أسس لها بن لادن. سيظل تبجيل الشهادة من أقوى حجج القاعدة وبالطبيعي من الصعب أن أن نجد جواباً على ذلك ولمن إذا لم نجرب لأ أمل لنا بالوصل إلى حل.
Harold Hyman