- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

الحرب العالمية الثالثة… بدأت

نقطة علBassam 2013ى السطر
بسّام الطيارة
نعيش الحرب العالمية الثالثة ونحن غافلون.
في كينيا، في أفغانستان، في الصومال، في اليمن والخليج، في سوريا، في العراق وفي لبنان، في الساحل وفي نيجيريا في باكستان وفي بلاد الأويغور في تايلاند وفي الفيلبين يومياً مروراً بأندونيسيا قتال «أبطاله» جهاديون. في أميركا وفي أوروبا وحتى في كندا واستراليا الخوف من اعتداءات إرهابية يقف وراءها جهاديون هو خوف يومي والجهد كل الجهد منصب على كشف الاعتداءات في فترة التحضيرات لها قبل أن تنزل الخراب والدمار والموت.
إذا لم تكن كل هذه المعارك التي تغطي القارات الخمس مؤشر لحرب عالمية، فكيت تكون الحرب العالمية؟
عصر العولمة مرّ من هنا. الحرب الكلاسيكية حيث تتواجه أرتال من الدبابات أو التي يخوضها عشرات الأوف من الجنود باتت من ذكريات التاريخ.
ردع سلاح دمار الشامل طوى صفحة الحروب بين القوى الكبرى، وفتج سجل الحروب غير المتوازنة بين القوي والضعيف. الضعيف لا يستطيع مواجهة القوي، والقوي لا يستطيع استعمال أسلحة الدمار الشامل مع الضعيف.
حتى فرض تنظيم القاعدة قواعد لعبة جديدة: معدات بسيطة تعتمد على عامل المفاجأة لمواجهة أسلحة معقدة تعتمد على التكنولوجيا. وسيلة تعتمد على التضحية بالذات مقابل تقنيات تعتمد على مبدأ صفر ضحايا.
هذاالسياق الجديد فسح المجال أمام اتساع رقعة «الحروب الصغيرة» فتمددت الاشتباكات وارتفع عددها بشك متواصل وباتت تطال عدداً متزايداً من الدول وتنوعت أشكال الاعتداءات كما تنوعت وسائل الرد عليها أو الاستعداد لها.
هذه الحرب العالمية فرضت الكثير من التغيرات على أنماط حياة الشعوب خصوصاً المجتمعات الغربية.
لم تعد مجتمعات الغرب تعيش برخاء وراء أسوار تقدمها ورخاءها بعيداً عن نيران الصراعات. لقد فرضت الحرب العالمية الثالثة على الغرب القبول بالكثير من التغيرات لحماية نفسه وفي مقدمتها القوانين: فقد انهارت مبادئ حماية الحقوق المواطن الغربي وحريته  الفردية أمام ضرورات «كشف الإرهاب». اختفت اسطورة صون «الحياة الشخصية» نتيجة جهود التنصت والتجسس لكشف التهديدات الإرهابية.
الأزمة الاقتصادية هي أيضاً من نتائج الحرب العالمية الثالثة: صرف إرهابيو القاعدة بضع مئات من الدولارات لضرب برجي نيويورك فصرفت أميركا ودول الـ«إيساف» ما يزيد عن ١٠٠٠ مليار دولار لإسقاط نظام طالبان، وها هي تستعد للخروج من أفغانستان تاركة البلاد في أيدي… طالبان. ١٥٠٠ مليار تكلفت الحكومة الأميركية في العراق قبل أن تسحب جنودها لتترك بلاد ما بين النهرين لقمة ساءغة للجهاديين. الأمثلة كثيرة ومتعددة بعضها مضحك وبعضها الآخر مبكي: ٦٠ مليون دولار صرفتها واشنطن لتدريب قوات مالية سرعان ما انقلبت على الحكم وانظم عدد كبير منها إلى كتائب الجهاديين.
الأزمة السياسية التي تولدها يومياً الحرب العالمية الثالثة هي الأخطر. انعكاسات بروز الجهاديين كلاعب أول في العالم غير الكثير من المسلمات الجيوسياسية.
يكفي النظر إلى ما أصاب الربيع العربي من خضات بسبب التردد والخوف من أن تكون الكتائب الجهادية وراءه تحركه. في مصر تم إسقاط الثورة بثورة ثانية، وتستعد تونس لسلوك نفس الطريق. وفي سوريا قصم ظهر الثورة تصاعد دور الجهاديين في القتال.  فيما أوروبا تتخوف من عودة «الجهاديين الأوروبيين» إلى البلاد.
أخر أخبار الحرب العالمية الثالثة؟
جملة بسيطة جاءت في شريط الأخبار الذي عطى الهجووم الإرهابي في كينيا: «قال مسؤولون امنيون اميركيون ان السلطات الاميركية تحقق بشكل جدي في معلومات قدمتها السلطات الكينية بأن مقيمين في دول غربية بما في ذلك الولايات المتحدة ربما كانوا من بين المهاجمين».
هذه هي الحرب الكونية.