- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

هل يخبئ القرار ٢١١٨ قليلاً من الأسلحة الكيميائية؟

Harold BFM TVهارولد هيمان

ما هي حقيقة التفاق حول الكيميائي السوري بين الروس والغربين والذي أوصلنا إلى القرار ٢١١٨ الذي يختبئ في طياته الفصل السابع وإن لم يذكر حرفياً؟
هل يوجد اتفاق سري لم يعلن عنه؟
يتأفف بعض الديبلوماسيين من الغموض ويتحدث البعض الآخر  ومنهم فرنسيون عن تنازل شبيه بتنازل «ميونيخ» ويقولون إن الغربيين قد وقعوا في فخ.
ولكن ما هو هذا الفخ؟
الاتفاق الذي تم ليس الاتفاق المعلن عنه.هيا بنا ندرس الأمور سوياً.
لنبدأ ببشار الأسد: فهو ضاعف عدد المقابلات التفزيونية وكان آخرها مع التلفزيون الإيطالي باللغة الإنكليزية ليؤكد شيئاً واحداً «لم يكن ممكناً استعمال السلاح الكيميائي من دون أذني». يبدو أنه لا يخشى أي حقيقة أخرى.
ويبدو الأسد أيضاً مطمئناً وله كامل الثقة بمفتشي نزع السلاح الذين سيصلون في بداية الشهر العاشر إلى سوريا، رغم أن هؤلاء هم أنفسهم الذي أتوا إلى الغوطة ليقولوا بأن هجوم ٢١ آب/أغسطس يحمل مؤشرات تدل على أنه انطلق من مواقع الجيش النظامي.
في الواقع فإن اللعبة الروسية تخبئ مسألة نزع الأسلحة الكيميائية. إذ أن المفتشين سيتبعون اللائحة التي قدمتها سوريا وكأنهم يقولون للأسد «شكراً أيها الرئيس لسنا بحاجة للبحث».
لماذا يفعل هذا الأسد ولا يتبع الطريق الذي اتبعه صدام حسين حين راوغ ٥ سنوات مع الأمم المتحدة أو كما فعل القذافي الذي رغم أنه ادعى تسليم كل أسلحته تم اكتشاف أسلحة كيميائية بعد سقوطه.
المعلومات الآتية من داخل سوريا من المعارضة وفي الصحافة العربية ونيويورك تايمز تتحدث عن أسلحة تم تهريبها من مخازنها لإعادة تخبئتها في أماكن مختلفة (تحدث البعض عن العراق مؤخراً). هل يفسر هذا كون الرئيس الأسد «مرتاحاً».
تبدو اللعبة وكأن سيرغي لافروف يغطي نقل قسم من هذه الأسلحة إلى أماكن جديدة بمعرفة إيران التي تضمن عدم وصولها إلى حزب الله ولكن يضمن أيضاً عدم وقوعها في شباك القاعدة .
هكذا تحافظ سوريا على سلاح رادع في وجه إسرائيل.

الجميع يبدو سعيداً.
جون كيري ليس مغفلاً إذ يبدو أنه تحدث مع نظيره الإيراني حول «بقايا الأسلحة الكيميائية» ليسجل «نجاحاً ديبلوماسياً» ويظهر تعاون المجتمع الدولي في الأزمة السورية. وموسكو سعيدة فمحور طهران دمشق صمد وتم دحر القاعدة بعيداً عن السلاح الكيميائي.
انه اتفاق يسعد الجميع.
Harold Hyman