- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

التعرّي كوسيلة احتجاج… وثورة

مؤيدي علياء ماجدة مهدي في اسرائيل

تأييد علياء ماجدة مهدي وصل إلى إسرائيل، فتعرت مجموعة نسائية ورفعت شعار «حب بلا حدود» لإظهار «عدم خوفهن»، حسب شعارات رفعنها باللغة الإنكليزي.

بالطبع لم تخترع علياء ماجدة مهدي الماء الساخنة عندما نزعت ثيابها وتعرت بالكامل لجذب الأنظار، حسب ما تقول، باتجاه ما يحدث على الساحة المصرية وللتنديد بالظلامية ولتوصل رسالة، فقبلها تعرّى عديدون. بعضهم ركض في ملاعب كرة القدم إما احتفالاً بنصر أو اعترضاً على قرار للحكم. منهم (ومنهن) أفراد وجماعات، ما صعد إلى أسطح أبنية شهيرة مثل أوبرا سيدني أو برلمان أوكرانيا.
إلا أن أشهرهم هو الفنان «أي وي-وي» (Ai Weiwei)، المعارض والمنشق السياسي الذي فتح معركة مع الحكومة الصينية. فهي، بعدما عجزت عن ضبط أي تصريح له يقع تحت طائلة القانون، قررت حبسه بحجة «التهرب الضريبي»، فما كان من مؤيديه العديدين إلا أن تبرعوا له بقيمة الغرامة (٩ ملايين يوان أي نحو مليون ونصف دولار أميركي).

 

وبالطبع عندما تعاند ادارة رسمية تصبح مثل الفيل الألماني في مخزن بورسولين، فقررت التحفظ على الفنان في السجن بتهمة «تسهيل بورنوغرافي»، استناداً إلى صورة قديمة له يظهر فيها عارياً إلى جانب عدد من النساء.

الفنان المنشق «أي وي وي» في تشكيلة «فنية»

وقاد هذا إلى ردات فعل من المستبعد أن تكون السلطات الصينية تبحث عنها أو أنها تصورتها. ففي لحظات باتت صورة  «أي وي-وي» الحدث الذي يدور على المواقع الاجتماعية وتم إحصاء عدة ملايين من الصفحات التي نشرتها. إلا أن مؤيدي الفنان لم يكتفوا بذلك بل نشروا على مواقعهم صورهم عراة.

وهكذا بدل من أن تحوي شبكة أنترنت صورة بالية منسية منذ سنتين للفنان المتعري، عادت تلك الصورة إلى واجهة الشبكة وإلى جانبها آلاف الصور لعراة من مؤيدي الفنان.

صورة مؤيديه «يتظاهرون»

وقام بعض المنشقين بوضع «صورة جماعية» لهم تشبه إلى حد كبير صورة سابقة ظهرت احتجاجاً على سجن المنشق السياسي «تشين غوانغ شينغ» (Cheng Guangcheng) لمحتجز في سجن شاندونغ المركزي من دون أي تهمة. الجامع بين الصورتين هو «تماثل السلوك في الصورة». فجميع الظاهرين يرتدون نظارت سوداء في الأولى والجميع عراة في الثانية.

تعبير عبر «تماثل السلوك»

بالطبع، يوجد فارق كبير بين صورة عار منفرد وصورة عراة مجتمعين. ففي الحالة الأولى، وهي حالة علياء ماجدة المهدي أو غيرها، فهي تعبر عن «حركة ثورية فردية» ضد المجتمع، بينما حين يجتمع مئات ويتعرون فهي «حركة ثورية لقسم من المجتمع»، وتكون عادة غير موجهة للمجتمع بل للسلطة التي تهيمن على المجتمع.
يدرك الأولاد في المدارس هذه الاستراتيجية، فإذا شاغب فردٌ فإن القصاص آت لا محالة، أما إذا شاغب الصف بكامله، فإن الغضب، وحتى في بعض الأحيان القصاص، يصبح من نصيب الاستاذ أو الناظر.