- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

لقاء سري في باريس يبحث في جنيف ٢

syrieباريس – بسّام الطيارة

قال مصدر فرنسي مقرب من الملف السوري إن ممثل الأمم المتحدة والجامعة العربية الاخضر الإبراهيمي سيقوم بجولة في المنطقة ويزور دمشق لتثبيت تاريخ انعقاد جنيف ٢ الذي «كان من المزمع عقده في منتصف الشهر المقبل». وكشف المصدر عن لقاء حصل في نهاية الاسبوع في باريس بين السفير الأميركي روبرت فورد والسفير الفرنسي السابق في دمشق إيريك شوفاليه من جهة وبعض أركان المعارضة السورية من جهة أخرى. وكان هدف اللقاء التحضير لـ«جنيف ٢».
ويقول المصدر بأن «مصير الأسد وموقف الروس منه» كان على رأس قائمة اهتمام شخصيات المعارضة، خصوصاً، إذ يرى هؤلاء بأن «تحديد مصير الأسد يساهم بقوة في تحديد نسب نجاح جنيف ٢» من حيث تطبيق ما اتفق عليه في جنيف ١ أي نقل السلطات كاملة لحكومة انتقالية يتم التوافق على تركيبتها. ويبدو أن السفير الأميركي قد نقل إلى شخصيات المعارضة «تلميحاً إلى أن الروس قد يتخلون عن شخص الأسد بعد انتهاء ولايته في عام ٢٠١٤» ويضغطون في اتجاه عدم ترشيحه لولاية حديدة. وقد أوضح السفيران أنهما بصدد «البحث عن أسماء جديدة»، وأن الأمر ليس بالسهولة لأسباب عدة منها «الخطر الذي يمكن أن يتهدد أي اسم يطرح حالياً أكان في الداخل أم في اخارج» ما عدا اسم فاروق الشرع المتداول منذ سنة.
وقد كشف مصدر مقرب من المعارضة أن «لائحة الأسماء قصيرة جداً» وهي ما زات في طور الدراسة «ولم يتم تداولها مع القوى الإقليمية المؤثرة» وهي تتضمن إلى الشرع، رياض حجاب رئيس الوزراء السابق إلى جانب رئيس الوزراء الحالي وائل الحلقي وعبد الله الدردري الأكثر حظاً في بورصة الأسماء، كما يجري البحث في أسماء من الصف الثاني. إلا أن السفيرين لم يخفيا «صعوبة الوصول إلى رجال الصف الثاني في النظام السوري». ومن جهة ثانية بات الأميركيون بعد اتفاق كيري ولافروف مقتنعين بضرورة المحافظة على هيكلية النظام والجيش والأجهزة الأمنية بعد إزاحة الصف الأول من المسؤولين الذين تورطوا في عمليات عسكرية أو في عمليات القمع.
بالنهاية انصب اهتمام السفيرين الغربيين على محاولة دفع الائتلاف للعمل ليكون في موقع «الممثل الوحيد للمعارضة» عبر الانفتاح على أطراف المعارضة الأخرى. وقد نقل فورد للشخصيات نتيجة لقاءاته في اسطنبول وباريس ونيويورك مع معارضين من خارج الائتلاف أبدوا «قبولاً مبدئياً بالانضمام إلى وفد الائتلاف». ويرى المصدر أن السفيرين يتوجسا من إمكانية أن تتمثل المعارضة بشكل مشرذم بثلاثة أو أربعة أقطاب مثل هيئات التنسيق وتيار بناء الدولة والهيئة الكردية إلى جانب الائتلاف في مواجهة ممثلي النظام. ومن هنا العمل قائم على الدفع باتجاه توحيد وفود المعارضة ولو شكلياً. وهذا من الأسباب التي جعلت الإدارة الأميركية توجه دعوات عدة لوجوه من المعارضة غير المنضوية تحت لواء الائتلاف لزيارة نيويورك لإعطاءها فرصة لشرح موقفها والبحث بإمكانية التعاون مع الائتلاف .
وقد وضع لافروف وكيري تصوراً لعمل مزدوج في جنيف ٢ يكون بمثابة حل لمسألة الدعوات المتعددة إذ أن فرنسا تريد دعوة أكثر من دولة من داعمي المعارضة بينما روسيا تريد دعوة إيران. وقد توصل الروس والأميركيون إلى حل يقضي بإقامة لقاء مفتوح يكون واجهة إعلامية لجنيف ٢ وغرف عمل غير مفتوحة للصحافة ولا للوفود جميعها تقتصر على ممثلي النظام والمعارضة بحضور أميركي وروسي فقط.
ويقول المصدر الفرنسي بأن «العقبة الكبرى» اليوم إلى جانب التقدم على الأرض الذي يسجله كل من النظام والكتائب الجهادية هي المملكة العربية السعودية التي «لا تريد جنيف ٢ قبل قلب الموازين العسكرية على الأرض لصالح المعارضة». ولكن المصدر ينتقد هذا التناقض إذ أن الجيش السوري الحر لا يستطيع قلب الموازين ما دام منشغلاً بمحاربة الجهاديين الذين يتلقون دعماً من…السعودية» حسب قوله. إلا أن السفير الأميركي لوح إلى أن «اقناع السعودية ليس صعباً في حال تم إعطاء بعض الكتائب المدعومة من طرفها دوراً في جنيف٢» خصوصاً وأنها بدأت تدفع الجهاديين الذين تدعمهم نحو مواجهة القاعدة في سوريا (داعش). كما أن السعودية تتكفل اليوم، حسب قوله، بتمويل الثورة، بعد أن فشلت الدول الغربية في الحصول على إمكانية وضع اليد على حسابات الدولة السورية في الخارج بعدما رفضت المصارف العالمية كشف حساباتها وأي خطوة في هذا الاتجاه من دون قرار من مجلس الأمن.