- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

الأوبامية … Care

Najat 2013_2نجاة شرف الدين

في الوقت الذي كان العالم فيه يترقب نتائج إقفال المؤسسات الحكومية وانعكاساتها ليس فقط على الولايات المتحدة بل على العملة الأميركية وعلى دول العالم بسبب عدم إقرار الموازنة والخلافات داخل  الكونغرس ،  وفي الوقت الذي كانت النقاشات فيه دائرة حول ما يمكن ان يتحمله الأقتصاد الأميركي في حال طالت الأزمة ، فوجىء المراقبون بعملية من نوع آخر ، وهي وإن لن تؤثر بشكل مباشر على الوضع الاقتصادي  القائم ، إلا أنها أعطت الرئيس الأميركي باراك أوباما إندفاعة جديدة ، في أسلوبه لمحاربة الإرهاب والإرهابيين في العالم.
العملية المفاجأة جاءت هذه المرة من ليبيا ، ومن مكان قريب من العاصمة طرابلس ونفذتها وحدات من قوات كوماندوس من نخبة البحرية الأميركية تم خلالها إلقاء القبض على  نزيه عبد الحميد الرقيعي   المعروف ب أبو أنس الليبي والمتهم بضلوعه بتفجيرات سفارتي الولايات المتحدة في كل من  نيروبي ودار السلام في العام 1998 والتي أدت الى سقوط أكثر من  مئتي قتيل .
عملية إعتقال الليبي  والتي تزامنت مع هجوم بحري  أدى بحسب الشرطة الصومالية الى مقتل سبعة أشخاص ولم ينجح بقتل أو إعتقال الشخص المطلوب ، على ميناء براوة الصومالي معقل حركة الشباب الإسلامية التي أعلنت مسؤوليتها عن الهجوم على المركز التجاري في كينيا الشهر الماضي وأدى الى مقتل 67 شخصا ، تمت بعد مطاردة استمرت ثلاثة عشر عاما وهو يعتبر من كبار المطلوبين لدى مكتب التحقيقات الفدرالي ( أف بي آي ) الذي كان عرض مكافأة بقيمة خمسة ملايين دولار لمن يساعد في القبض عليه  وهو كان عضواً في الجماعة الإسلامية المقاتلة في ليبيا قبل أن ينضم إلى تنظيم القاعدة.

هذه العملية التي وصفتها الحكومة الليبية بأنها ” إختطاف ” لأحد مواطنيها وبأنه لم يتم التنسيق معها مطالبة  الأميركيين بتوضيحات ومذكرة بارتباط ليبيا بعلاقة إستراتيجية في المجال الأمني والدفاعي مع الولايات المتحدة ،  واعتبر المراقبون هذا الموقف بأنه يعكس خوفا لدى السلطات الليبية من ردود فعل عنيفة من الإسلاميين ، إعتبرها وزير الخارجية الأميركي جون كيري تصميما من قبل واشنطن على ملاحقة قادة تنظيم القاعدة في جميع أنحاء العالم مضيفا  “أعضاء القاعدة وغيرها من التنظيمات الإرهابية يستطيعون الهرب ولكن لا يمكنهم الاختباء… سنواصل مطاردة هؤلاء لتقديمهم الى العدالة.”
العملية والتي شبهها البعض بتنفيذ قتل أسامة بن لادن التي أدارها  أوباما بنفسه مع فريق عمله حيث تم توزيع الصورة حينها للمشاركين أثناء العملية ، يبدو هذه المرة أن رأس الليبي طلب فيها حيا  ، وهي ستسمح لأوباما بزيادة رصيده في أي مواجهة محتملة مع الجمهوريين ، خاصة بعد الهجمة التي تعرض لها السنة الماضية قبيل الإنتخابات الرئاسية ، وعلى خلفية مقتل السفير الأميركي في بنغازي من قبل الإسلاميين المتشددين أثناء الهجوم على السفارة الأميركية في ليبيا.
في ولايته الأولى ، عمل أوباما على تكريس أسلوب في العمل وفي المواجهة  داخليا استطاع من خلاله تمرير مشروعه الصحي وهو ما سيشكل ربما إرثه والذي بات يعرف باسم ” Obama care ” كما استطاع ان يتجاوز الأزمة المالية العالمية التي واجهته في بداية عهده ، ولو بحدها الأدنى ، وهو في السياسة الخارجية حاول العودة الى الداخل ووقف الحروب في الخارج ، مع مشاركة عسكرية استثنائية في ليبيا عبر ضربات محددة ، اليوم يحاول أوباما من خلال معركته في الكونغرس لإقرار الموازنة عدم التنازل أو التراجع تحت ضغط ما بات يعرف بالإقفال الحكومي على طريقة ” doesn’t  care ” أو الغير مهتم ، وفي الملف الخارجي مع ايران خطا خطوة باتجاه رئيسها عبر اتصاله الهاتفي الذي أوحى بأنه ” does really care “وبالفعل مهتم  بفتح قناة تواصل بعد تراجع الضربة لسوريا وبدأ تدمير السلاح الكيميائي . هي باختصار الطريقة التي يعتمدها في التعاطي مع الملفات من الإرهاب وصولا الى الموازنة مرورا بإيران وسوريا والشرق الأوسط ، إنها الأوبامية … Care