- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

حول “لقاءات إبن رشد” في مرسيليا

averoesباريس – أوراس زيباوي (خاص)
للسنة العشرين على التوالي، تعقد عند نهاية شهر تشرين الثاني ومطلع كانون الأول  في مدينة مرسيليا في الجنوب الفرنسي “لقاءات ابن رشد الثقافية” التي أسسها الأكاديمي الفرنسي تييري فابر بالتعاون مع عدد من المثقفين. من أهداف هذه اللقاءات التأكيد على القيم الثقافية المشتركة بين ضفتي المتوسط والفكر التنويري من أجل تحفيز الحوار المتوسطي والتواصل الفكري والإبداعي في كافة المجالات. موضوع هذه اللقاءات كان محور المؤتمر الصحفي الذي عقد في “المركز الوطني للكتاب” في باريس للإعلان عن الدورة الجديدة.
ما يميز نشاطات هذا العام هو أنها ستجري في إطار الفعاليات المقامة بمناسبة اختيار مرسيليا “عاصمة للثقافة الأوروبية” لعام 2013 . كما أنها تتميّز بكثافة النشاطات الموزعة بين الطاولات المستديرة والمحاضرات والنقاشات التي ستتناول مواضيع تتعلق بالذاكرة الثقافية المشتركة، ومنها التراث الأندلسي واليوناني، بالإضافة إلى التحديات التي تواجه تواصلها واستمراريتها في الحاضر والمستقبل.
هناك أيضاً المواضيع المتعلقة بقضايا الحرب والسلم، وكذلك الاسئلة الملحة المطروحة المواكبة للتحولات الكبرى التي يعيشها العالم العربي اليوم بحيث باتت الصراعات الحادة التي تأخذ أبعاداً طائفية وعشائرية هي المهيمنة على المشهد العام في عدد من الدول العربية وتهدد بتدمير النسيج الاجتماعي لشعوبها.
تشارك في هذه الحوارات نخبة من المثقفين العرب والأوروبيين ومنهم الفيلسوف الاسباني ألين دو ليبيرا وهو من مؤسسي لقاءات ابن رشد، والمفكر والأكاديمي المغربي علي بن مخلوف، والأكاديمي والمؤرخ الفرنسي-التركي حميد بوزرسلان، والأكاديمي السوري سلام كواكبي، واللبناني جيلبير أشقر، والمؤرخة والأكادمية اللبنانية كارلا إده.
بموازاة الطاولات المستديرة والحوارات والندوات، تقام مجموعة كبيرة  من الأنشطة الفنية التي تشتمل على العروض السينمائية ومنها عرض لمجموعة من الأفلام الوثائقية ومنها فيلم بعنوان “الانتحار”، وهو من إخراج الإيطالي ماريو ريزي، ويتمحور حول مخيم الزعتري للاجئين السوريين فيختصر المأساة الإنسانية التي يعيشها الشعب السوري اليوم. ثمة فيلم آخر بعنوان “رحلات العمل في المتوسط اليوم” للكرواتي فاسيلي سيلوفيك… فضلاً عن حفلات موسيقية ومنها أمسية مع المغني الجزائري رشيد طه ومع عازفة الكمنجة سونيا فيدير- أتيرتون، إضافة إلى قراءات مسرحية بعنوان “البيت” للّبنانية أرزة خضر تسترجع فيها الأجواء المهيمنة على الشباب اللبناني اليوم.
محطات كثيرة ستجعل من هذه الدورة من “لقاءات ابن رشد” مناسبة استثنائية للاطلاع على آخر نتاجات المبدعين والمفكرين من كافة الدول المتوسطية والوقوف على آرائهم ومواقفهم، وذلك ضمن إطار الاحتفالات الكبيرة التي تشهدها مرسيليا طوال هذا العام.