- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

يريدون نوبل «عندما تنتهي المهمة في سوريا» فقط؟

Bassam 2013نقطة على السطر
بسّام الطيارة
فن كتابة الافتتاحيات من قبل المسؤولين على وسائل الإعلام بات مرتبطاً بشكل وثيق بالهدف الذي من أجله «أقيمت» الوسيلة الإعلامية، ،ذلك عوضاً عن أن تكون الافتتاحيات «فسحة حرية» لرئيس التحرير ينفس بها المكبوت ويترك علامة خاصة في حدث بارز أو يفتح باباً لإثارة موضوع ما.

الانحياز الواضح بشكل دائم في الافتتاحيات لخط الوسيلة الإعلامية يظهر وكأنه حبل يربط عنق الكاتب بمصدر الإلهام أو بشكل أوضح بمصدر التمويل. باتت الأمور وكأنه ممنوع على رئيس التحرير أن «يتنزه» وفي حدائق الفكر بعيداً عن هموم السياسة بلونها الذي يلون وسيلته الإعلامية… رغم أنه في معظم الأحيان يكون المسؤول مصنف في خانة «المفكرين والمثقفين».

في الاسبوع المنصرم منحت جائزة نوبل للسلام لمنظمة حظر الاسلحة الكيماوية، البعض صفق والبعض الآخر انتقد، وقليلان من البعضين عارضا بشكل عنيف لأسباب متناقضة. وكان لافتاً للنظر الخط الذي فصل بين المنتقدين والمؤيدين على مستوى الشأن العربي. إذ أنه كان خط يمر بشكل خاص بسوريا إذ أن المنظمة الممنوحة تعمل في بلاد الشام على نزع الأسلحة الكيميائية.

وقد احتار الكتاب العرب وسيطر التلبك على تقييم هذا التقدير. البعض رأى في ذلك مكافأة لمن سوف «ينزع من الأسد» سلاحه الكيميائي، فصفق إلى جانب المنظمات الحقوقية وعدد كبير من حكومات العالم.  المنتقدون في الشق العربي من كتاب الرأي كان بعضهم يفضل خياراً آخراً .

ولكن لفت الانتباه من رأى أنه كان يجب الانتظار قبل منح هذه المنظمة الدولية «حتى اكتمال مهمتها السورية الصعبة العام المقبل»، هكذا وبكل صراحة ومن دون لف ودوران يريدون أن تكون الجائزة مكافأة «فقط» على نزع سلاح سوريا الكيميائي.

هؤلاء تناسوا اسرائيل وسلاحها الكيميائي ناهيك عن سلاحها النووي، نصب أعينهم فقط سوريا ونظام الأسد. بينما أقرب المقربين لإسرائيل من الذين صفقوا لحصول المنظمة الدولية على الجائزة اعتبروها تشجيعاً لإكمال مهمتها وبعضهم دعا بشكل واضح للاهتمام بالشق الإسرائيلي للسلاح الكيميائي.

نذكر كتاب الافتتاحيات المحصورة بنطاق اهتمامهم الضيق بأن نوبل للسلام عام ٢٠٠٥ استلمها محمد البرادعي باسم وكالة الدولية للطاقة الذرية، في تجاهل تام لإخفاق الوكالة التي ترأسها في «المساس» بالسلاح النووي الإسرائيلي بعد أن جردت كل من العراق وليبيا … مما مهد لضرب البلدين وسحقهما.

ملحوظة: بعض كتاب الافتتاحيات الذين يطلبون انتظار «انتهاء المهمة في سوريا» كان من المنتقدين لحصول وكالة الطاقة النووية على نوبل بسبب الفشل العراقي وعدم ذكر اسرائيل في نظاق عمل الوكالة، إلا أنه في هذا الزمان لم يكن حاملو الأقلام كتاب افتتاحيات و«أصحاب» وسائل إعلامية… كانوا فقط «كتاب رأي».